أَرى بارِقاً نَحوَ الحِجازِ تَطَلَّعا | |
|
| تَحَدَّر في شَرقِيّها وَتَرَفَّعا |
|
أَماتَ وَأَحيا أَنفُساً بِوَميضَهِ | |
|
| سَقى اللَهُ مَغناهُ وَإِن كانَ بَلقَعا |
|
أَلا أَيُّها الربعُ الَّذي قَسمَ البِلى | |
|
| بَقِيَّة مَغناهُ رُسوماً وَأَربُعا |
|
لَئِن سَلَبَتكَ الريحُ فينانَ عيشَةٍ | |
|
| لَقَد كُنتَ مَنشورَ الذَوائِبِ أَرفَعا |
|
لَقَد هَلهَلَتكَ الريحُ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| كَسَتكَ مِنَ الإِبهاجِ ثَوباً مُضَلَّعا |
|
فَنادَت بِكَ الأَيّامُ أَن لَستَ راجِعاً | |
|
| وَصاحَ البلى في جانِبَيكَ فَأَسمَعا |
|
وَيا حَسرَةً أَدَّت إِلى القَلبِ لَوعَةً | |
|
| فَلَم أَستَطِع لِلهَمِّ إِذ جاشَ مَدفَعا |
|
حَبيبٌ دَنا حَتّى إِذا ما تَطَلَّعَت | |
|
| إِلى قُربِهِ الأَعناقُ بانَ فَوَدَّعا |
|
فَكانَ كَلَمعِ البَرقِ أَومَضَ ضوؤُهُ | |
|
| فَلَمّا خَفا الأَلحاظَ سارَ فَأَسرَعا |
|
وَلَم أَرَ مِثلَينا غَداةَ فِراقِنا | |
|
| مودعَ أَلفٍ لَم يَمُت وَمُودَّعا |
|
وَما زالَتِ الأَيّامُ تَدخُلُ بَينَنا | |
|
| وَتَجذِبُ حَبلَ الوَصلِ حَتّى تَقَطَّعا |
|
سَأَرتادُ لِلحاجاتِ عيساً شَمِلَّةً | |
|
| تَغولُ حِبالاً عِندَ شَدٍّ وَأَنسعا |
|
وَلَيسَ لَها مِن مَقصَدٍ دونَ جَعفَرٍ | |
|
| وَإِن لَقيت عَذباً رِواءً وَمَربَعا |
|
هُوَ الغَيثُ مِن أَيِّ الوُجوهِ اِنتَجَعتَهُ | |
|
| وَجَدتَ جَناباً مُستَطاباً وَمَشرَعا |
|
فَلا سِعَةُ الأَموالِ تَبلُغُ جودَه | |
|
| وَلا ضيقُها يَنهاهُ أَن يَتَوَسَّعا |
|
وَما زالَ يَتلو والِداً بَعدَ والِدٍ | |
|
| إِلى غايَةٍ خَفّاضَةٍ مَن تَرفَّعا |
|
وَيُتعِبُ في حَملِ المَكارِمِ نَفسَهُ | |
|
| وَلَو شاءَ كانَ المُستَريحَ المُوَرَّعا |
|
وَما وَجَدَ المُدّاحُ حينَ تَخَيَّروا | |
|
| لِمَدحِهِم إِلّا أَبا الفَضلِ مَوضِعا |
|