صوت الشغاف يهز من لا سمع له |
((بوجيبِ إحساسٍ يحطِّمُ معقلَهْ |
كهديرِ عاصفةٍ تزمجرُ ريحُها)) |
(لَيُحَسّ دون السمع وقعُ الزّلزلَهْ) |
(وتميد أضلاع المشوق بقلبه). |
((خسْفا بصدرٍ حملُهُ قد أثقلَهْ |
يبكي ويضحكُ حائرًا ممَّا بهِ)) |
ويضج في سكنى السكون بِمَنْ وَلَه |
عبثاً أحاولُ شجبه فيزيدني |
((همًا يُعظِّمُ في عيوني المعضلَةْ |
أينَ الفرارُ وبي تمادَى وانتشى)) |
(عبثي محاولةً لكي أتأوّلَهْ) |
(ويشف شجبي عن هوىً متوثّبٍ) |
((قد شادَ صرحًا فيهِ أعلى منزلَةْ |
مستبدلا نبضَ الحنين بخافقي)) |
وجعاً يراود منطقي ليكبله |
يقتات حزني من صغير سعادتي |
(( يَرْبُو بطفلٍ، والسعادةُ مثكلَةْ |
ويظلُّ يغرفُ من رحيقِ هنائِها)) |
(فإذا ذوت ولدت بذلك أوّلَهْ) |
(يا لاضطراب النفس إذ يجتاحني.) |
((قلقًا به ذاتي تضيعُ البوصلَةْ |
مستضعِفا قلبًا وفكرا بالرؤى)) |
فيجر بعضي البعضَ نحو المقصلة |
و يزيد فتكاً حين أبصر طيفه |
((بجمالِهِ قد جاء عبرَ الأخيلَةْ |
وأنا بأشواقِ الفؤادِ ملوعٌ)) |
فأروح أمطره بوبل الأسئلة)) |
(فيجيبني بالصمت، تشهق لهفتي) |
((الصمتُ موتٌ كيفَ تحملُ معوَلَهْ |
ولكم تمنينا اللقاءَ.. ألم تكن...)) |
يرتد طرفي من حنين أشعله |
فيجيئني تحت الظلام مهرولاً |
((متخفيا بقناعِ ماضٍ جمَّلَهْ |
مستهديا بشعاعِ ذكرى خافتٍ)) |
(أتراه يخشى في النهار الهرولَة) |
(عجَباً أتى لهنيهة ثم اختفى) |
((كوميضِ برقٍ ما استطعتُ تأمُّلَهْ |
زارَ الفؤادَ بلمحةٍ قد عشتُها)) |
لأخال دمعي قد هما ليمثِّله |
(قد غاب عن عيني، وليس بغائبٍ.) |
((أبدا فقلبي كلَّ شيءٍ علَّلَهْ)) |
هو في الغيابِ وفي الحضورِ مقرّبٌ)) |
(ما إن أرى في غير روحي منزلَهْ) |