أَقلّي عَليَّ اللَومَ يا أُمَّ مالِك | |
|
| فَلَم يُؤتَ من حرص عَلى المال طالِبُه |
|
فَواللَهِ ما قصّرتُ في وَجه مطلب | |
|
| أَرى أَنَّ فيهِ مَطلباً فأُطالِبُه |
|
وَلَكِن لِهَذا الرِزقَ وَقتٌ مُوقتٌ | |
|
| يقسّمه بَينَ البَريَّةِ واهبه |
|
وأسهرني طول التفكّر أَنَّني | |
|
| عَجِبتُ لأمر ما تُقضّى عَجائِبُه |
|
أَرى فاجِراً يُعى جَليداً لظلمه | |
|
| وَلَو كُلّف التَقوى لكلّت مَضاربه |
|
وَعفّا يُسمّى عاجِزاً لِعفافه | |
|
| وَلَولا التَقى ما أَعجزته مَذاهِبُه |
|
وَأَحمقَ مَصنوعاً له في أُموره | |
|
| يُسوِّده إِخوانه وَأَقاربه |
|
عَلى خَير حزم في الأُمور وَلا تقىً | |
|
| وَلا نائلٍ جزل تُعدّ مَواهبه |
|
فَلَيسَ لعجز المرء أَخطأه الغِنى | |
|
| وَلا باحتيالٍ أدرك المالَ كاسبه |
|
وَلَكِنَّه قبضُ الإِله وَبسطه | |
|
| فمن ذا يُجاريه ومن ذا يُغالبه |
|
هَل الدهر إِلّا صَرفُه وَنَوائِبُه | |
|
| وَسرّاءُ عيش زائِلٍ وَمَصائِبُه |
|
يَقول الفَتى ثَمّرتُ مالي وَإِنَّما | |
|
| لِوارثه ما ثمّر المالَ كاسبه |
|
يُحاسِب فيهِ نفسه عَن حَياتِهِ | |
|
| وَيتركه نَهباً لمن لا يُحاسِبه |
|
فكِلهُ وَأَطعِمه وَخالسه وارِثاً | |
|
| شَحيحاً وَدَهراً تَعتَريكَ نَوائبه |
|
أَرى المال وَالإِنسان للدهر نهبةً | |
|
| فَلا البخل مبقيهِ وَلا الجود خاربه |
|
لكل امرىء رزق وَللرزق جالِبٌ | |
|
| وَلَيسَ يَفوت المَرءَ ما خَطّ كاتبه |
|
يَخيبُ الفَتى من حَيثُ يَرزق غيره | |
|
| وَيُعطى الفَتى من حَيثُ يحرم صاحبه |
|
يُساق إِلى ذا رِزقة وَهوَ وادِع | |
|
| وَيُحرم هَذا الرِزقَ وَهوَ يُغالِبه |
|
وَإِنَّكَ لا تَدري أَرزقُك في الَّذي | |
|
| تُطالِبه أَم في الَّذي لا تُطالِبُه |
|
تناسَ ذنوبَ الأَقرَبين فانّه | |
|
| لِكُلِّ حَميم راكِب هوَ راكبه |
|
لَهُ هَفواتٌ في الرَخاءِ يشوبها | |
|
| بنصرة يوم لا توارى كَواكبه |
|
تَراهُ غُدوّاً ما أَمنت وَتَتّقي | |
|
| بِجَبهَتِهِ يوم الوَغى مَن يُحارِبه |
|
لِكُلِّ امرىء إِخوانُ بؤسٍ وَنعمة | |
|
| وَأعظمهم في النائِبات أَقاربه |
|
وَإِنّي لأرثي لِلكَريم إِذا غَدا | |
|
| عَلى طمع عندَ اللَئيم يُطالِبُه |
|
وَأُرثي لَهُ مِن وَقفة عِندَ بابه | |
|
| كمرثيتي للطِرف وَالعلجُ راكبه |
|