لَقَد رَحَلَت سُعدى فَهَل لَكَ مُسعِدُ | |
|
| وَقَد أَنجَدت عَلواً فَهل لَكَ مُنجِدُ |
|
لَقَد بِتُّ أَرجو الطَيفَ مِنها يَزورُني | |
|
| وَكَيفَ يَزورُ الطَيفُ مَن لَيسَ يَرقُد |
|
وَقد كانَ لي من مَدمَع العَينِ مَنبَع | |
|
| فَغار بِنار الوَحيد فَهيَ تَوَقَّد |
|
رَعيتُ بِطَرفي النجمَ لَمّا رَأَيتُها | |
|
| تَباعَدُ بُعدَ النَجم بَل هيَ أَبعَد |
|
تُنيرُ الثَريّا وَهيَ قَرطٌ مسلسلٌ | |
|
| وَإِن كرَّ فيها الطرفُ درٍّ مُبَدَّد |
|
وَتَعتَرِض الجَوزاءُ وَهي كَكاعِبٍ | |
|
| تَمَيَّلُ مِن سُكرٍ بِها وَتَمَيَّد |
|
وَتَحسَبُها طوراً أَسيرَ جَنايَةٍ | |
|
| تَرَنَّحَ عِندَ المثي وَهو مُقَيَّد |
|
وَلاحَ سُهَيلٌ وَهو لِلصُّبحِ راقِبٌ | |
|
| فَشوهِد مِنهُ طَرفُ باكٍ مسَهَّد |
|
أَردُدُ عيني في النُجومِ كَأَنَّها | |
|
| دَنانيرُ لكِنَّ السَماءَ زبرجَد |
|
رَأَيتُ بِها وَالصُبحُ ما خانَ وِردُه | |
|
| قَناديلَ وَالخَضراءُ صرحٌ مُمَرَّد |
|
وَقِيدَ لنا من مَربَطِ الخَيلِ أَشقَرٌ | |
|
| إِذا ما جَرى فَالريحُ تَكبو وَتركد |
|
وَصرتُ عَلى بُسطِ الرِياضِ أَنيقَةٍ | |
|
| وَأَنهارُها أَعلامُها تَتحرَّدُ |
|
فَلَمّا رَأَيتُ الماءَ يَجري تَسَلسُلًا | |
|
| ظَنَنت سيوفَ الهِند فيهِ تُجَرَّد |
|
وَشاهَدتُ أَنواعَ الرِياح تُجتَلى | |
|
| فَيُحلى بِها بردٌ قَشيبٌ مُعَمَّد |
|
فَأَخضرُها يَحكيهُ عَضدٌ موَشَّمٌ | |
|
| وَأَحمرُها يَحكيهِ خَدٌّ مورَّد |
|
وَقد زَهرت فيهِ الأَقاحي كَأَنَّها | |
|
| ثغورُ عَذارى بِالأَراكَ تُعَهَّد |
|
وَأَطرَبَني صوتُ الحمائِمِ بَينَها | |
|
| وَقد طَربت بَينَ الغُصون تَغرِّدُ |
|
هنالِكَ يُنسى الموصليُّ وَزلزلٌ | |
|
| وَيَعبدُها من طيبَةِ الشَد وَمعبدُ |
|
هنالك عاطيتُ المَدامَةَ سادَةً | |
|
| اولي مكرَماتٍ ساعَدوني فَأُسعِدوا |
|
كُمَيتاً كَأَنفاس الأَحِبَّةِ عرفُها | |
|
| مَتى مُزِجَت قلنا لُجَينٌ وَعَسجَدُ |
|
إِذا انقَضَّ مِنها في الزُجاجَةِ كَوكَبٌ | |
|
| بَدا كَوكَبٌ من بَعده يَتَوَقَّد |
|
يُناولُنيها ساحِرُ الطَرف أَهيَفٌ | |
|
| أَنامِلُه من شِدَّة اللينِ تُعقَد |
|
إِذا حَملت يُمناه ابريقَ فِضَّةٍ | |
|
| بَدا أَجيد يحذوه لِلشُّربِ أَجيد |
|
وَإِن سجد الاِبريق لِلكَأس عُنوَةً | |
|
| فَنَحنُ لَهُ من شِدَّةِ الحُب نَسجُدُ |
|
وَقد أَغتَدي لِلصَّيدِ غَدوَةَ أَصيَد | |
|
| أُعاجِلُ فيها الوَحش وَالوَحشُ هُجَّدُ |
|
فَعارَضَ عَيرٌ قُلتُ للمَرح هاكَهُ | |
|
| فَعاجَلَهُ قَصداً لَهُ العَيرُ مُقصَدُ |
|
وَعَنَّت ظِباءٌ حينَ تَحتيَ مُطلَقُ ال | |
|
| يَدَينِ بِهِ أَيدي الوُحوشُ تَقيد |
|
فَأَورَكتُها وَالسَيفُ لَمعَة بارِقٍ | |
|
| وَلم يُغنِها احضارُها وَهيَ تَهجدُ |
|
فَجَدَّلتُها حَتّى حَسِبتُ لِسُرعَتي | |
|
| حُسِمتُ وَكَفّي البَرق ساعَةَ أَعقد |
|
لَقَد رعتُها أَزمانُ شَعريَ راتِعٌ | |
|
| وَطرفُ مشيبي عَن عَذاريَ أَرمَدُ |
|
وَما بِلَغت حدَّ الثَلاثينَ مُدَّتي | |
|
| وَهذا طَراز الشَيب فيه يُمَدَّدُ |
|
سَأوضح نَهجَ الحَق إِن كانَ سامِعٌ | |
|
| وَأُرشِدُ مَن يُصغي إِلَيَّ وَيُرشَد |
|
وَمَن كان يَخفيهِ فانِّيَ مُظهِرٌ | |
|
| وَمَن لَم يجرِّده فَإِنّي مُجَرِّدُ |
|
وَمَن كان بِالتَشبيهِ وَالجَبرِ دائِناً | |
|
| فَإِنِّيَ في التَوحيدِ وَالعَدل أَوحَدُ |
|
أُنَزِّه ربَّ الخَلقِ عن حَدِّ خلقِهِ | |
|
| وَقد زاغَ راوٍ في الصِفاتِ وَمُسنَدُ |
|
فَهذا يَقولُ اللَهُ يَهوى وَيَصعَدُ | |
|
| وَهذا لَدَيهِ اللَهُ مُذ كانَ أَمرَدُ |
|
تَبارَكَ ربُّ المُرد وَالشِيب انَّهُم | |
|
| لَأكفَرُ من فِرعَون فيهِ وَأَعنَد |
|
وَآخَرُ قالَ العَرشُ يَفضل قَدرَهُ | |
|
| وَأَوهَم ان اللَهَ جِسمٌ مُجَسَّدُ |
|
وَآخرُ قالَ اللَهُ جسمٌ مجسَّمٌ | |
|
| وَلم يَدرِ أَنَّ الجِسمِ شَيءُ مُحَدَّد |
|
وَأَنَّ الَّذي قَد حُدَّ لا بُدَّ مُحدِث | |
|
| إِذا مَيَّزَ الأَمرَ اللَبيبُ المؤيَّدُ |
|
لَقَد زَعَموا ما لَيسَ يَعدوهُ مُشرِك | |
|
| وَقد أَثبَتوا ما لَيسَ يَخطوهُ ملحِدُ |
|
وَقُلنا بِأَن اللَهَ لا شَيء مِثلُهُ | |
|
| هُوَ الواحِدُ الفَردُ العليُّ المُمَجَّدُ |
|
هو العالِمُ الذاتِ الَّذي لَيسَ مُحوَجاً | |
|
| إِلى العِلم وَالأَعلامُ تَبدو وَتَشهدُ |
|
وَلَيسَ قَديماً سابِقاً غَيرُ ذاتِهِ | |
|
| وَان كانَ أَبناءُ الضَلال تَبَلَّدوا |
|
أَتانا بِذِكرٍ مُحكَمٍ من كَلامِهِ | |
|
| هو الحَجَّةُ العليا لِمَن يَتَسَدَّدُ |
|
وَان قالَ أَقوامٌ قَديم لأَنَّهُ | |
|
| كَلام لَهُ فَاِنظُر إِلى أَينَ صَعَّدوا |
|
كَذاكَ النَصارى في المَسيحِ مَقالُها | |
|
| وَقد شَرَّدوا عَن دينِنا فَتَشَرَّدوا |
|
فَتَبّاً لَهُم إِذا عانَدوا فَتَنَصَّروا | |
|
| وَوَيلًا لَهُم إِذ كايَدوا فَتَهَوَّدوا |
|
وَإِن سقتُ ما قالوهُ في الجبر ضلَّةً | |
|
| خَشيتُ جِبالَ الأَرضِ مِنهُ تهدَّدُ |
|
يَقولونَ أَنَّ اللَهَ يَخلِقُ سَبَّهُ | |
|
| لِيُشتَمً كَلّا فَهو أَعلى وَأَمجَد |
|
وَقالوا أَرادَ الكفرَ وَالظَلمَ وَالزِنا | |
|
| وَقَتلَ النَبِيِّينَ الَّذينَ تَعَبَّدوا |
|
فَكَلَّفَ مَن لَم يَستَطع فِعلَ مُحنَقٍ | |
|
| عَلى عَبدِهِ حاشاهُ مِمّا تَزَيَّدوا |
|
وَعاقَبه عَن تَركِهِ الفِعلَ لَم يُطَق | |
|
| عِقاباً لَهُ من بِالجَحيمُ مُخَلَّدُ |
|
يَقولونَ عَدلٌ أَن يكلِّفَ مُقعَداً | |
|
| قِياماً وَعَدواً مُسرِعاً وَهوَ مُقعَد |
|
وَقُلنا بِأَنَّ اللَهَ عَدلٌ وَأَنَّهُ | |
|
| يُكَلِّفُ دونَ الطَوق ما هو أَحمدُ |
|
وَأَنَّ ذُنوبَ الناسِ أَجمَع كَسبُهُم | |
|
| بِاِحداثِها من دونِهِ قَد تَفَرَّدوا |
|
وَلَيسَ يُريدُ اللَهُ إِلّا صَلاحَهُم | |
|
| وَإِن أَفسَدوا في دينِهِم وَتَمَرَّدوا |
|
وَيُرجىءُ ذا الارِجاءُ وَالقَولُ وارِد | |
|
| بِاِنجازِه كلَّ الَّذي قَد تُوُعِّدوا |
|
وَأخلَصُ مَدحي لِلنَبِيِّ محمَّدٍ | |
|
| وَذريَّةٍ مِنها النَبِيُّ مُحَمَّدُ |
|
نَبِيٌّ أَقامَ الدينَ وَالدينُ مائِل | |
|
| وَأَوهى قَناةَ الكُفرَ وَهي تشدَّدُ |
|
فَلَولاهُ لم يُكشَف سجافُ ضَلالَةٍ | |
|
| وَلَولاهُ لم يُعرَف من الحَقِّ مَقصَدُ |
|
دَعا وَهدى مُستَنقِذاً مِن يَد الرَدى | |
|
| وَصَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما دامَ فَرقَدُ |
|
وَأَوصى إِلى خَيرِ الرِجال اِبن عَمِّه | |
|
| وَان ناصَبَ الأَعداءُ فيهِ فَما هُدوا |
|
تَجَمَّع فيهِ ما تَفَرَّقَ في الرَدى | |
|
| مِنَ الخَيرِ فَاِحصوهُ فَإِنّي أُعَدِّدُ |
|
فَسابِقهُ الاِسلام قَد سُلِّمَت لَهُ | |
|
| سِوى أُمَّةٍ من بُغضِهِ تَتقدَّدُ |
|
وَقَد جاهَدَ الأَعداءَ ابدءاً وَعودةً | |
|
| وَكان سِواهُ في القِتالِ يُمَرِّدُ |
|
هو البَدرُ في هَيجاءَ بَدرٍ وَغيرُهُ | |
|
| فَرائِضُهُ من ذُكرة السَيف ترعُدُ |
|
وَكم خَبَرٍ في خَيبَرٍ قَد رويتُمُ | |
|
| وَلكنَّكم مثل النعام تشرَّد |
|
وَفي أُحُدٍ َلّى رِجالٌ وَسيفُهُ | |
|
| يُسَوِّد وَجهَ الكُفرِ وهو يُسَوَّدُ |
|
وَيَوم حنينٍ حنَّ لِلفَرِّ بَعضُكُم | |
|
| وَصارِمُهُ عَضبُ الغُرار مُهَنَّد |
|
عليّ عَلِيّ في المَواقِف كُلِّها | |
|
| وَلكِنَّكُم قَد خانَكم فيه مَولد |
|
عَلي أَخو خَير النَبِيّينَ فَاِخرسَوا | |
|
| أَو اِستَبصروا فَالرُشدُ أَدنى وَأَقصَدُ |
|
عليٌّ له في الطَيرِ ما طارَ ذِكرُهُ | |
|
| وَقامَت بهِ أَعداؤُهُ وَهيَ تَشهَدُ |
|
عَلي لَهُ في هَل أَتى ما تَلوتُمُ | |
|
| عَلى الرُغمِ مِن آنافَكم فَتفرَّدوا |
|
وَباتَ عَلى فَرشِ النَبِيِّ تَسَمُّحاً | |
|
| بِمُهجَتِهِ إِذ أَجلَبوا وَتَوَعَّدوا |
|
وَما عَرف الأَصنامَ وَالقَومُ سُجَّدٌ | |
|
| لَها وَهو في اثر النَبِيِّ يُوَحِّدُ |
|
وَصَيَّره هارونَه بَينَ أَهلِهِ | |
|
| كَهارون موسى فَاِبحَثوا وَتَأَيَّدوا |
|
تَوَلّى امورَ الناسِ لم يَستَقِلهُمُ | |
|
| إِلّا رُبَّما يَرتابُ مَن يَتَقَلَّدُ |
|
وَلم يَكُ مُحتاجاً إِلى عِلم غَيرِهِ | |
|
| إِذا اِحتاجَ قَومٌ في القَضايا فَبُلِّدوا |
|
وَلا اِرتَجَعت مِنهُ وَقَد سارَ سورَةٌ | |
|
| وَغُضّوا لَها أَبصارَكُم وَتَبَدَّدوا |
|
وَلا سُدَّ عَن خَيرِ المَساجِدِ بابُهُ | |
|
| وَأَبوابُهُم إِذ ذاكَ عَنه تُسَدَّد |
|
وَزَوجَتُه الزَهراء خَيرُ كَريمَةٍ | |
|
| لِخَير كَريمٍ فَضلُها لَيسَ يُجحَدُ |
|
وَبِالحَسنَين المَجدُ مَدَّ رَواقَهُ | |
|
| وَلَولاهُما لَم يَبقَ لِلمَجدِ مَشهَدُ |
|
تَفَرَّعت الأَنوارُ للأَرضِ مِنهُما | |
|
| فَلِلَّهِ أَنوارٌ بَدت تَتَجَدَّدُ |
|
هُم الحُجَجُ الغُرُّ الَّتي قَد تَوَضَّحَت | |
|
| وَهم سُرُجَ اللَه الَّتي لَيسَ تَخمَدُ |
|
أُواليكُمُ يا أَهلَ بَيتِ محمدٍ | |
|
| وَكُلُّكُمُ لِلّدينِ وَالعِلم فَرقَد |
|
وَأَتركُ مَن ناواكُمُ وهو أَكمةٌ | |
|
| يُبادي عَلَيهِ مولِد لَيس يُحمَدُ |
|
إِذا سمع السِحرَ الَّذي قَد عَقدتُهُ | |
|
| يَكادُ لَهُ من شِدَّة الحُزنِ يَفأد |
|
اِلَيكُم ذَوي طه وَيسَ مدحةً | |
|
| تَغورُ إِلى أَقصى البِلادِ وَتُنجِد |
|
تَوَخّى اِبنُ عَبادٍ بِها آلَ أَحمدٍ | |
|
| لِيَشفَع في يَوم القِيامَةِ أَحمَد |
|
فَدونكَ يا مَكِّيُ أَنشِد مُجوِّداً | |
|
| فَلَيسَ يَحوزُ السَبقَ إِلأّا المَجَوِّدُ |
|