عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > طارق عبد الفضيل > أغنية للصمت

مصر

مشاهدة
1046

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أغنية للصمت

يا صمتا ضاعت فيه الكلماتُ
تجمل بالكلمة
يا كلمة
ذوبي بالشفتين
وانسي بُعد المنفى
إني قررت ولا عودة
أن أبعث في نفسي روح الكلمة
أن أصنع جسراً يصعد في الهوة
لن أسمع بعد اليوم حديث الموتى
إن أصمت
فيم الصمت؟ لماذا اللفتات؟
إن أتكلم
يا من كنتَ رزيناً
كيف تطاوعك الكلمات؟
سأعلمهم أن الموت حياة
وحياة الحي هي الكلمة
والدرس الأولُ:
حين يموت زمان يولد بالموت زمان آخر
ونبات يقْدم للموت يُخَلف أجيالا أخرى
لا تنسوا والهول ترانيم العودة .
ما هذا الهاتف في نفسي؟
الناس حواليك يضمون الكلمة
كتبوا فوق أكفهمُ: اليوم نموت
الموكب يدنو
ماذا لو تطْبق جفنيك على الأوجاع
الموكب يحمل رايات سود
ماذا لو تهمس في أذن الموت؟
الموكب يبكي
يا حسرتنا .... أين طريق الموت؟
ما أعجب أن تسأل حين تكون حروف سؤال!
أين القلب القادر أن يسحق تقليد الخوف؟
ننتظره
نرتقب اللحظة بعد اللحظة
دقات قلوب تتعالى
تصطدم الأنفاس السكرى
وهتاف يعلو فجأة:
عاد القلب الخائف خلف دوائرنا
عاد جريحاً تطويه مسافات الصمت الأبديّ
وسؤال يسألنا:
من هذا القلب السابح في الأوحال؟
يقترب القلب فنرمقه بعيون قرحى
يا لي!
قلبي ... قلبي
يا للعار!
يبرز من ناصية الموكب صائح:
فليُقتل هذا العار
لا عار يواريه النسيان أو الأقدار
فلنفعل شيئا
فلنغرس نبتاً يورق أحلاماً أخرى
ويلي!
الأرض المسمومة تقتل نبتتنا
ما هذا؟
قمم تعلو ... قمم تتهاوى
الأرض يعانقها الزلزال
والهاتف يهتف:
حين تموت مبادئنا
ويصوغ القلب الخائن قيمتنا
لا بد من الصمت الآثم
الصمت جريح تلهبه الأوجاع
لا بد إذن من صرخة
يا للأرض المسمومة
حين تصيرهوانا يقتل في صدري
أغلى أمنيةٍ
ويطول السير مع الأوجاع
لم يبق أمام الموكب غير البحر الصاخب
فلنجلس
لا ... بل نقذف بالأجساد لهذا اليم
فلنرجع
ما هذا؟
البحر يحاصرنا
ضاعت كل سبيلٍ للعودة
ماذا نصنع؟
فلنحلم
كل عرائسنا دمع يبرق
والمجد
أن نبقى في هذا الكهف الصامت
المجد هو الصمت!
والصمت هو الوتر العازف أغنيتي
والمجد
أن نقبر أغلى أمنيةٍ
يا أرضاً تنفث سماً في وجه الأبناء
أرضك يا أماً لم تعرف معنى أن تصبحَ أما
ساقطة كل تقاليدك
فاسدة كل معانيك
ألواح رسومك تنكسر اليوم على حدِّ الأوجاع
تبرز من بحر الأسر قروش ضخمة
يبرز من بين الموكب سائل
ما مذهبكم؟
ويجيب الموكب في همس الآه:
أن تصعد فوق رقاب العالمِ
أغنية للصمت .
طارق عبد الفضيل
التعديل بواسطة: طارق عبد الفضيل
الإضافة: الأحد 2012/01/29 02:51:16 مساءً
التعديل: السبت 2012/02/04 03:31:19 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com