لَمّا أجال الفَجرُ في أستارِهِ
|
كفّاً وَقضّى الليل مِن أَوطارِهِ
|
غَدوتُ أبغي الصَيدَ في ديارِهِ
|
بأَتلَعٍ ينسابُ في ازورارِهِ
|
مثل انسيابِ الأَيمِ في اغترارِهِ
|
مُثَقَّفٍ كالسَهمِ في إضمارِهِ
|
وَمَرِّه في الجوِّ وانكِدارِهِ
|
تَستَعِرُ الأرضونَ باستعارِهِ
|
أصفَرَ قَد رُوّي مِن نُضارِهِ
|
كما ترَوّى الغُصنُ مِن قِطارِهِ
|
يكشِفُ إن لاقاك بافتِرارِهِ
|
عَن عُصُلٍ تَدعو إلى حذارِهِ
|
يُطيرُ إن قَلَّصَ عَن أشفارِهِ
|
عَن عَينِهِ ما انجابَ مِن شَرارِهِ
|
مُحَجَّلٌ يَستَنُّ في شَوارِهِ
|
مِثل استنانِ المهرِ في عَذارِهِ
|
قَد أَحكم التَضبيرُ مِن إضمارِهِ
|
فوَسطُهُ يُدمَجُ في أقطارِهِ
|
يمثُلُ كالليثِ أَوانَ زأرِهِ
|
مُستَوضحاً كطالبٍ بِثارِهِ
|
مُستَروِحاً يَدعو إلى أوتارِهِ
|
يقضي على الخائم في وِجارِهِ
|
مِن قَبل أن يَدنُوَ مِن جوارِهِ
|
لا تُدرِكُ الريحُ لدى ابتدارِهِ
|
مِنهُ سوى الثائرِ مِن غُبارِهِ
|
أَطلَقتُهُ للصَيدِ مِن أسيارِهِ
|
فما كَففتُ الطرفَ عَن مصارِهِ
|
حَتّى رأَيتُ الصَيدَ في أسارِهِ
|