|
لي بَبَّغَاءٌ يعشقُ التقليدا
|
وَيُرَدِّدُ الأصواتَ لي ترديدا
|
إن قُلتُ أهلاً، قال أهلاً مثلها
|
وإلى اللقاءِ يُعيدها تجويدا
|
وإذا أشرتُ مُهدداً بأصابعي
|
مدَّ الجناحَ وأرسلَ التهديدا
|
فإذا رآني عابساً مُتَجَهِّمَاً
|
يحنو عليَّ فيطلقُ التغريدا
|
يسعى لكي يستلَّ حزني مُلقياً
|
إياه عنِّي في الفضاءِ بعيدا
|
|
لم يَشْكُ في يومٍ إليّ قيودا
|
يا طالما أطعمتُهُ فضلاتنا
|
عدساً وخبزاً يابساً وثريدا
|
فيقول حمداً للذي خلق الورى
|
يستأهل الشكرانَ والتمجيدا
|
لم يعترضْ يوماً ولم يُظهرْ أسىً
|
شجباً ..كمثلِ العُرْبِ ..أو تنديدا
|
لكنني كم كنتُ فظّاً نَحْوَهُ
|
|
|
وتركتُهُ دونَ الرِّفاقِ وحيدا
|
لا خُلَّةٌ يشكو إليها هَمَّهُ
|
فَتُخَفِّفُ الأعباءَ والتنكيدا
|
لا صاحبٌ يُفضي إليهِ بِسِرِّهِ
|
|
لو كنتُ في حالٍ يُحاكي حالََهُ
|
ما كنتُ أرضى ذِلَّةً وحديدا
|
ولكنتُ حطَّمتُ القيودَ جميعها
|
لأكونَ حراً في الوجودِ سعيدا
|
طوراً على الغصنِ الظليلِ، وتارةً
|
فوق الجبالِ أبُثُّها التغريدا
|
|
|
وأشاطرُ الورقاءَ في أفراحِها
|
واقاسمُ الطفلَ البرئَ العيدا
|
|
ما خابَ في الببْغاء حدْسي، حينما
|
عُدتُ المساءَ فلم يكن موجودا
|
فتشتُ عن آثارِهِ في منزلي
|
وسألتُ صمتَ الليلِ والتسهيدا
|
|
ثم ارتقى صوب النجومِ بعيدا
|
ناديتُهُ، ناجيتُهُُ، لم يستجبْ
|
|
لكنَّهُُ أخذ القرارَ بجرأةٍ
|
زادتْهُ قدْراً .. داخلي .. محمودا
|
فحزنتُ .. رغم سعادتي .. حُزنَ الذي
|
فقدَ الشبابَ وضيَّع المولودا
|