إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هزي جذوعك يا غصون اللوز |
في وطني الحبيب |
فلربما صار البعيد لنا قريب |
ولربما غنت عصافير الصفاء |
وغرد القمري |
وابتسم الكئيب |
هزي غصونك |
وانثري في الأرض لوزك يا جذوع |
ودعي النسيم يثير أشجان الفروع |
ودعي شموخك يا جذوع اللوز |
يهزأُ بالخضوع |
هزي غصونك |
ربما سمع الزمان صدى الحفيف |
ولربما وصل الفقير إلى رغيف |
ولربما لثم الربيع فم الخريف |
هزي غصونك |
ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا |
بريدَهْ |
ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى |
ظل القصيدة |
أنا يا جذوع اللوزِ |
أغنيةٌ على ثغر اليقين |
أنا طفلة نظرت إلى الأفاق |
رافعة الجبين |
أنا من ربا المرزوق |
تعرفني ربوع بني كبير |
أملي يغرد يا جذوع اللوز |
في قلبي الصغير |
وأبي الحبيب يكادُ بي |
من فرط لهفته يطير |
أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة |
مركبةً صغيرة |
أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام |
ذاكرة البصيرة |
لأرى خيال أبي وكان رعيتي |
وأنا الأميرة |
كم كنت أمشط رأسهُ |
وأجر أطراف العمامةْ |
وأريه من فرحي رُباً خضراً |
ومن أملي غمامةْ |
كم كنت أصنع من تجهمه |
إذا غضب، ابتسامهْ |
أنا ياجذوع اللوز |
بنت فقيد واجبه مساعد |
أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي |
وصبري عن حمى قلبي |
تباعدْ |
أنا طفلة تُدعى عهود |
أنا صرخةٌ للجرح |
تلطم وجه من خان العهودْ |
أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ |
خالطها الألمْ |
صوتي يردد في شمم |
عفواً أبي الغالي، إذا أسرجت |
خيل الذكرياتْ |
فهي التي تُدني إلى الأحياء |
صورة من نأى عنهم |
وماتْ |
عفواً |
إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس |
واحترق الأملْ |
فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ |
وأنا أرددُ في وجلْ |
يا ويل عباد الإمامة والإمامْ |
أو ما يصونون الذِّمامْ |
كم روعوا من طفلةٍ مثلي |
وكم قتلوا غلامْ |
ولكم جنوا باسم السلامِ |
على قوانين السلامْ |
ياويل عُبَّاد القبورْ |
هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ |
وفي وجه الكرامة كالبثور |
هُمْ يا أبي الغالي قذىً في عين أمتنا |
وضيقٌ في الصدور |
يا ويل أرباب الفتنْ |
كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ |
كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا |
وكم قطعوا فَنَنْ |
كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي |
فإذا بهم |
يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ |
عفوا أبي الغالي |
أراك تُشيح عني ناظريكْ |
وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق |
ساعيةً إليك |
ألبستنا ثوب الوقار |
ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ |
إني لأطرب حين أسمع من يقول |
هذا شهيد أمانته |
بذل الحياة صيانةً لكرامته |
أواهُ لو أبصرتَ |
زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ |
ورأيت يا أبتاه كيف يكون |
إحساس الأماجدْ |
أواه لو أبصرت ما فعل الأسى |
ببني كبير |
كل القلوب بكتْ عليك |
وأنت يا أبتي جدير |
أنا يا أبي الغالي عهود |
أنسيتَ يا أبتي عهود |
أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها |
ترانيم الفرح |
رسمتْ جدائلُها لعين الشمس |
خارطة المرَحْ |
كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ |
فصفا فؤادي وانشرحْ |
أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ |
يسألنَ عنك رحاب قريتنا |
وصوت الساقيهْ |
أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟ |
كلُّ النجوم تسابقت نحوي |
تزفُّ لي العزاءْ |
والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ |
والليل هزَّ ثيابه |
فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء |
تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب |
ما بال عينِ الشمس ترمقنا |
بأجفان الغروبْ |
وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي |
ومتى تؤوب؟؟ |
وإلى متى تجتثُّ فرحتنا |
أعاصير الخطوب |
هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا |
لحن البكاءْ |
هذي سواقي الماء في وديان قريتنا |
على جنباتها انتحر الغُثاءْ |
هذا المساءْ |
يُفضي إلى آفاق قريتنا |
بأسرار الشَّقاء |
يتساءل الرمان يا أبتي |
ودالية العنب |
والخوخ والتفاح يسألُ |
والرطبْ |
وزهور وادينا تشارك في السؤالْ |
ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ |
تنمُّ عن انفعالْ |
ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد |
كيف غابْ؟ |
ومتى تحركت الذئابْ؟ |
ومتى اختفى صوتُ البلابلِ |
وانتشى صوتُ الغراب؟ |
يا ويح قلبي من سؤالٍ |
لا أطيق له جوابْ |
ما زلتُ يا أبتي أصارع حسرتي |
وأسد ساقية الدموعْ |
أهوى رجوعك يا أبي الغالي |
ولكنْ |
لا رجوعْ |
إن مُتَّ يا أبتي |
وفارقت الوجودْ |
فالموتُ فاتحة الخلودْ |
ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى |
بل مت صوناً للعهود |
يا حزنُ |
لا تثبتْ على قدمٍ |
ولا تهجر فؤادْ |
فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ |
إن ماتَ يا حزني أبي |
فالله حيٌّ لايموتْ |
الله حيٌّ لايموتْ |