إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في خيمة الليل |
أَرَقٌ، أَرَقْ .
|
الليلُ يَسكُنُ خَيمَةً شِتوِيَّةً |
نَسَجَتْ خُيُوطَتَها الكَوَاكِبُ و النُّجُومُ.. |
وثَبَّتَت أَوتَادَهَا فَي الأَرضِ أَرسَانُ الأَرَقْ . |
مُتَأَهِّبٌ لِلنَّومِ، |
أَرخَى فَوقَ عَينِ الكَونِ سِتراً أَسوَدا . |
وعلى بِسَاطِ الأرضِ نَامَ مُمَدَّدا . |
نَظَرَت إلى الأُفْقِ البعيدِ عُيُونُهُ . |
هُوَ لا يَكادُ يرى يَدَيهِ |
ولَيسَ يَسمَعُ في الفَضَا إلاَّ الصَّدَى |
أَحلامُهُ مَاتَت عَلَى شَفَةِ السؤالِ |
تَنَازَعَتهَا وَحشَةٌ، |
ونُيُوبُ ذئبٍ بَربَرِيٍّ .. |
لَم يَزَل يَطَأُ الجِراحَ، النَّهرَ، |
ضِحْكاتِ الصِّغَارِ، الوَردَ، |
آياتِ الكِتَابِ، |
منازِلَ الشُّرَفَاءِ، |
مَكتَبَةً .. |
بِكُلِّ صَغِيرةٍ و كَبِيرَةٍ زَخَرَت، |
وحِبراً داعَبَت قطراتُهُ وَجهَ الوَرَقْ . |
أَرَقٌ، أَرَقْ . |
الليلُ يَسكُنُهُ الأَرَقْ . |
وأنا سَأَسكُنُ خَيمَةَ اللَّيلِ الذي أَبصَرتُهُ |
يَبكِي لأَوَّلِ مَرَّةٍ |
ولَطَالَمَا صَدَرَت عَلَى سَاعَاتِهِ أَحكَامُهُمْ . |
هُوَ ظَالِمٌ، |
هُوَ مُظلِمٌ، |
هُوَ بَاعِثٌ لِلحُزنِ فَليُشنَقْ عَلَى بَابِ الفلقْ . |
أَو تُحبَس الأَنسَامُ عَنهُ |
يَنُوءُ بِالنَّجْمَاتِ، بِالقَمَرِ المُنِيرِ بِأفْقِهِ، |
بِسكُونِهِ، |
بِجَلالِهِ، |
بِجَمَالِهِ، |
بِسَوَادِهِ، |
يَهوِي إِلَى أَرضِ النِّفَاقِ فَيَحتَرِقْ. |
يَا أَنتِ هَيَّا نُوقِدُ النِّيرَانَ، |
أَضيَافُ الدُّجَى قَد أَقبَلوا.. |
مِنْ كُلِّ فَجٍّ حَامِلِينَ جِراحَهُمْ، و وُرُوُدَهُم، |
وكُؤُوسَ لَهفَتِهِم إِلَى شَهدِ اللِّقَاءِ |
فَهَيِّئِي مِن خَيمَةِ اللَّيلِ الوِسَادَ |
وعَطِّرِيني مِن أَرِيجٍ لَيسَ يَعرِفُهُ سِوَانَا |
رُبَّما لَو تُهتُ عَنكِ يَدلُّنِي سِحرُ العَبَقْ . |
أَرَقٌ أَرَقْ |
الليلُ يُوشِكُ أَنْ يَنامَ على ذِرَاعِ الفَجرِ |
قد ثَقُلَت عليهِ همومُهُ . |
أَتُراهُ يتركني وحيداً .. |
لا نديمَ سوى التذكِّرِ .. |
حين يقطعُ طيفُكِ القَمَرِيُّ آفاقَ اْغترابي |
تاركاً لي قصةَ الحُبِّ الطفوليِّ، |
ابتسامَتَكِ البريئةَ، |
لونَ عينيكِ، |
الرؤى، |
قاموسَ أيامِ الرعونةِ و النَّزَقْ . |
أرَقٌ أرَقْ . |
الليلُ يَضحَكُ لِي، |
يُوَدِّعُنِي، |
ويَمضِي حَيثُ يَأْخُذُهُ الصَّباحُ إِلى البَعِيدِ |
ولَم أَزَل أَقتَاتُ عُشبَ الحُزنِ |
أَلتَحِفُ الأَسى، |
والنومُ يأبى أَن يُصَالِحَ مقلتي . |