يا لَيلَةً شكر الهَوى أَحبابُها | |
|
| رَقَّت حَواشيها وَطابَ جنابُها |
|
ما كانَ أَقرَب شَرقَها مِن غَربِها | |
|
| وَأَقَلُّ ما حجب الصَباح حِجابُها |
|
أَهدَت لَنا أَسماء وَرداً زاهِراً | |
|
| فيها وَغُصناً يَزدَهيهِ شَبابُها |
|
فَالغُصنُ مِنها ما حَواهُ وشاحها | |
|
| وَالوَردُ مِنها ما يَضُمُّ نِقابُها |
|
ظَلَّت وَقَد حلت ذَوائب شعرها | |
|
| بِبنانها فَتَهَدَّلَت أَورابُها |
|
كالجَنَّةِ الزَهراء طافَ بكرمِها | |
|
| عنابها فَتَناثَرَت أَعنابُها |
|
وَتَبَسَّمَت وَالكأس حَشو بَنانِها | |
|
| فَرَأَيتُ مِثلَ الكَأس طابَ رضابُها |
|
فَلثغرها وَلريقِها وَلطيبِها | |
|
| نَفحاتِها وَحبابِها وَشَرابُها |
|
وَالأَقحوان عَلى الشَقائق ناثِرٌ | |
|
| أَوراقه نثر القُطار سحابها |
|
فَتَراهما كالكأس عِندَ طُلوعِها | |
|
| هَذا لَهُ راحٌ وَذاكَ حُبابُها |
|
لِلَهِ كاساتٌ ثَلاثٌ جَمَّعَت | |
|
| لِذاتِها فَتَناسَبَت أَسبابُها |
|
وَلَقَد نعمت بِها لَياليَ لَمّتي | |
|
| تَعزي إِلى أَهل الضَنى أَنسابُها |
|
حَتّى إِذا لَعِبَ المَشيب بِحُسنِها | |
|
| عزَفَت لَهُ نَفسي وَزالَ لُعابُها |
|
لي عِندَ أَيامي تُراث لَو غَدَت | |
|
| مَحسوبَة أَعيا عَليَّ حِسابُها |
|
صاحبتها عشرين حَولاً كامِلاً | |
|
| سَيراً وَقَد مَلَّ السُرى أَصحابُها |
|
طوراً أَغورُ وَتارَةً أَعلو الذُرى | |
|
| وَتمُجُّني أَهضامُها وَهِضابُها |
|
وَكَأَنَّني في الغَورِ سِرٌّ ضائِعٌ | |
|
| وَكَأَنَّني فَوقَ العِقاب عِقابُها |
|
في حَيث لا يَلقى الغَريب غُرابها | |
|
| أَبَداً وَلا يَرجو الأَياب ذُبابُها |
|
يَرمي الوجوهَ سِهامِها وَالشَم | |
|
| سُ يَلعَبُ في الفجاج لعابُها |
|
أَلقى بِحُرِّ الوَجه حُرَّ هجيرها | |
|
| وَكَذاكَ دأبي في الأَصيلِ وَدابُها |
|
في كُلِّ ذَلِكَ أَبتَغي حُرّاً لَهُ | |
|
| نَفس تَميل إِلى العُلى آدابُها |
|
حَتّى رَأيتُ الكامِل العَلَم الَّذي | |
|
| عطفت إِلَيهِ مِنَ الأَنامِ رِقابُها |
|
لَمّا أَنخَت إِلى ذراه مؤمِّلاً | |
|
| هانَت عَليَّ مِنَ الأُمورِ صِعابُها |
|
لِلَّهِ دَرُّكَ أَيُّ كاشِفٍ كُربَةٍ | |
|
| كثر الجَوابُ بِها وَقَلَّ صَوابُها |
|
يَهديهمُ طُرُقَ الأَصابة بَعدَما | |
|
| حارََت بِهِ مِن مَعشَر البابُها |
|
رَفَعتُ بِهِمَّتِكَ المَمالِك عَهدَها | |
|
| وَتَمَسَّكتُ أَقوى العرى أَطنابُها |
|
تَتَساقَطُ الأَعداء حَولَكَ رَهبَةً | |
|
| وَتَظَلُّ تَرمي بِالدَنيّ غِضابِها |
|
يَبدون عِندَكَ ذِلَّةً وَمَهابَةً | |
|
| وَإِذا بعد تَكَشَّرَت أَنيابُها |
|
مِثلَ الكِلاب السائِماتِ وَإِنَّما | |
|
| مِثلَ الكِلاب مِنَ الأنامِ كِلابُها |
|
يَنبَحنَ مِن شَمِّ الهَزبَر وَصَوتِهِ | |
|
| وَإِذا رَأَتهُ تَحَرَّكَت أَذابُها |
|
لَست الَّذي يَثني عَزائِم بأسِهِ | |
|
| كيد العداةِ وَلَن يَطنَّ ذُبابُها |
|
زهرت بِكَ الدُنيا وَقر قَرارها | |
|
| وَصَفَت مَدائِنُها وَطابَ تُرابُها |
|
وَكَشَفَت عَن مَلِكِ المُلوكِ نَوائِباً | |
|
| يَنتابُ دَولتِهِ وَلا تَنتابُها |
|
فاهتَزَّ مِن بِعدِ الهمودِ عَمودها | |
|
| وَأَنارَ مِن بَعدِ الخُمودِ شِهابُها |
|
فَمَتى يَكُن أَمن فَأَنَّكَ بابها | |
|
| وَمَتى يَكُن خَطبٌ فَأنَّكَ نابُها |
|
جاسَت كَتائِبُها الدِيار وَأَوجَفَت | |
|
| بِالأمنِ فيها خَيلِها وَرِكابُها |
|
وَتَطأطأت هِمَمُ المُلوكِ وَأَسمَحَت | |
|
| بَعدَ الخَرابِ وَقادَها إِرهابُها |
|
يا ذا الجَلالَةِ والأَصالَةِ وَالَّذي | |
|
| ضاقَت بِهِمَّتِهِ الدنا وَرِحابُها |
|
عَمَّت أَياديكَ الأَنامِ وَخَصَّني | |
|
| مِنها بِجودكَ صَفوَها وَلُبابُها |
|
فَلَئن كفرتكها فأنّي كافِرٌ | |
|
| وَلَئِن جَحدت فَأَنَّني كَذّابُها |
|
وَوَعَدتُ بِالعَملِ الَّذي نَفسي بِهِ | |
|
| تَصبو وَتَنمي نَحوَهُ أَوصابُها |
|
شيرازُ ضَدٌّ لِلغَريبِ فَأَنَّها | |
|
| في البَردِ مَصبوب عَلَيهِ عَذابُها |
|
ثَلجٌ يَدومُ فَلا يَقومُ لِبأسِهِ | |
|
| عِندَ الهُجومِ لبودِها وَجِبابُها |
|
أَنا ضائِنٌ في الناسِ لَيسَ مُوافِقاً | |
|
| لي مِن شُهورِ الرومِ إِلّا آبُها |
|
فَمَتى أَتى تَشرين فيها عاطِلاً | |
|
| ذَهَبَت بِهِ نَفسي وَهانَ ذَهابُها |
|
فانظُر إِليَّ بِرحمَةِ أَو فارمِ بي | |
|
| بَعضَ الفجاج أَلَم تَجي إِخصابُها |
|
قَد كانَ لي في الأَرضِ أَلفُ مَعيشَةٍ | |
|
| لَو شِئتَ لَم تصعب عَلَيك صِعابُها |
|
لَكِن علمت بِأَنَّ أَكثَرَ مُنِيَّتي | |
|
| عقدت بِوجهك ذي العَلاءِ رِغابُها |
|
وَالرّأي أَجمَع في الَّذي تَنوي لَها | |
|
| أَو تَهتَدي لِرَشادِها أَلبابُها |
|