عَفى طَلَلٌ بِالرّامَتينِ وَمنهَجُ | |
|
| يَجودُ لِعَينٍ لا تَفيضُ وَتَنهَجُ |
|
وَبُعداً لِقَلبٍ لا يَذوبُ صَبابَةً | |
|
| وَلا كَبدٍ إِلّا وَتُكوى وَتُنضَجُ |
|
تَناوحَتِ الوَرَق الحَمامُ فَهِجنَ لي | |
|
| وَساوِس وَجدٍ في الفُؤادِ تَهيَّج |
|
وَقَفَت بِهِ وَالمقلَتانِ كَأَنَّما | |
|
| أَفادهما صَوبٌ مِنَ الغَيث زَيرَجُ |
|
تَذَكَّرتُ عَيناً كُنَّ فيها بِعَينها | |
|
| عَشِيَّة تَدنو كُلَّ عَيناء تَحرجُ |
|
وَرامَ العَزا لَمّا تَذَكَّرَت ريمها | |
|
| لِرَبّاتِ أَجيادِ الغَلاصِم تولَجُ |
|
فَقُلتُ وَقَد كانَ الفُؤادُ يطيره | |
|
| بَلابِل أَحياهُنَّ شَوق يُؤَجَّجُ |
|
لتهنَ رياض الحُزنِ لَمّا حلِلنَها | |
|
| كَرائِمَ بِكرٍ جادَهُنَّ المُثَجَّجُ |
|
عَزائِزَ لَم يَخدمنَ بَعلاً ولا أَباً | |
|
| يُجاذِبهنَّ العَبقَريُّ المدَلَّجُ |
|
وَيُخجِلنَ إِن باسمنُ مُبتَسِم الرُبى | |
|
| أَقاحيهِ مِنهُنَّ الأَقاحِ المُفَلَّجُ |
|
وَيكسبها نَشراً ذَكياً كَما كَسا | |
|
| مَجاسِدهُنَّ العَنبرَ المُتأرِّجُ |
|
خَليليَّ هَذا مَنهل الهزل فارشُدا | |
|
| فَلي في طَريق الجَدِّ وَالهَزَل مَنهَجُ |
|
وَقائِلَة لَمّا رَأتني مُشَمِّراً | |
|
| وَقَد رابني ريب الزَمانِ المُسَرِّجُ |
|
أَفي أَيِّ وَجهٍ تَبتَغي لَكَ ناصِراً | |
|
| أَما تَرعوي عَمّا عزمت وَتفرج |
|
أَفي الحَقِّ أَن تَعدو عَلى الدهر إن سَطا | |
|
| فَقُلتُ لَها مَهلاً فَأَينَ المفرجُ |
|
بِمَنهَجٍ بيت اللَهِ وَالحَرَم الَّذي | |
|
| تقاد لَهُ البَدَنُ العُلاكِم تَبلجُ |
|
وَحَيثُ اِلتَقَت شُحب المطي بَعدَها | |
|
| سَواجِم ما بَينَ الضَعائِن وَلَّجوا |
|
لَئِن بلغتنيه اللَيالي وَجادَ لي | |
|
| نِداهُ الَّذي في جودِهِ لا يُهَجهِجُ |
|
لِيَرجِعُ دَهري صاغِراً عَن مَساءَتي | |
|
| وَيَرجِع مِنَ بعد الهَرير يُحشَرِجُ |
|
وَأَنّي يَطيقُ الدَهر إِذ حَشَّ مَن رَجا | |
|
| بِظِلِّ أَبي الذَوّادِ يَزهى وَيَهدُجُ |
|
يكشفه عَن ذي الغَرارين عزمة | |
|
| وَمِن درعِهِ بدر الذُجى يتبلَّجُ |
|
إِذا الرّأي مِن ذي التاجِ هامَ بِمُلكِهِ | |
|
| فَأَرواهُ في المكرمات تَبلُّجُ |
|
فَتىً قَلَدَّتهُ المكرمات تَمائِماً | |
|
| مِنَ الحَمدِ تَنمو كُلَّ يَوم وَتبهَجُ |
|
وَمَلَّكهُ بيض الأُمورِ وجوهها | |
|
| يَداهُ وَرأيٌ في المُلِمّاتِ مُسرَجُ |
|
حَوى طُرقات المَجدِ في كُلِّ مَشهَدٍ | |
|
| فَلَيسَ لَهُ إِلّا إِلَيهِ معرَّجُ |
|
فَلَولا إِمرؤ نالَ الثُرَيّا بِسؤدد | |
|
| لأَصبحَ ما بَينَ السماكين يَعرُجُ |
|
إِلَيكَ أَبا الذَوّادِ رَمَت مِن الرَجا | |
|
| رِكابٌ هَداها واضِحٌ لَكَ أَبلَجُ |
|
قطعت بِها حَرَّ الهُمومِ فَأَصبَحَت | |
|
| بِبَحر نَدىً مِن راحتَيكَ تأجُجُ |
|
وَلَم تَكُ حَتّى استَيقَنَت أَنَّ قصدها | |
|
| مَنازِل رَوّاد العُلى تَتأَرجُ |
|
وَعَزوى لِدَهرٍ يا ابن جَرّاحَ ساءَني | |
|
| وَأَنتَ بِقُربي لا تَغار وَتحرجُ |
|