أَلَمَّت بِنا بَعدَ الهَدوِّ سُعاد | |
|
| بِليل لباس الجو مِنهُ حِدادُ |
|
أَلَمَّت وَفي جَفني وَجفن مُهنَّدي | |
|
| غِرارانِ ذا سَيف وَذاكَ رِقادُ |
|
فَما برحت حَتّى تَجَلّى ليَ الدُجى | |
|
| كَما فارَقَ العضب الحُسام غمادُ |
|
وَأَحدَق باللَيلِ الصَباحِ كَأَنَّهُ | |
|
| بَياض بعين وَالظَلامُ سوادُ |
|
أَناة كَمِثلِ الشَمسِ نوراً وَعادَة | |
|
| فَفيها دُنوٌ مطمعٌ وَبعادُ |
|
فأن ترني أَخفي هَواها تجملاً | |
|
| فَيا رُبَّما أَخفى الضِرام زِنادُ |
|
وَلَم أَنسَها وَالبَينُ يُجري دموعها | |
|
| عَلى مشرق لِلعَين فيهِ مُرادُ |
|
يَروق بِدَمعِ اللَهوِ وَالحزن خَدّها | |
|
| فَما عَنه طرف إِن راهُ يحادُ |
|
وَإِن سَفَحَت بِالكُحلِ دَمعاً فَخدّها | |
|
| مِن النور طرسٌ وَالدموعُ مِدادُ |
|
بِها مَرَضٌ في لَحظِها وَهوَ صِحَّةٌ | |
|
| وَلَكِن مَريض اللَحظِ لَيسَ يُعادُ |
|
أَلَيسَ عَجيباً أَن تَصيدَ قلوبنا | |
|
| مَهاةٌ وَعَهدي بِالمَهاةِ تُصادُ |
|
سَقاها إِذا ما المزن أَخلف أَرضها | |
|
| بنان عليِّ إِنَّها لَعِهادُ |
|
غَيوث وَلَكِن قطرة الغيث بدرة | |
|
|
أَغيث جداه الماء لا شيء غيره | |
|
|
بِنانٌ عَلى بَذلِ المَواهِبِ سبطة | |
|
| وَلَكِن عَلى قَبض الرِماحِ جعادُ |
|
يَجولُ بِهِ في الحَربِ نَهدٌ كَأَنَّهُ | |
|
| عِقابٌ وَلَكِن الجَناحَ بدادُ |
|
وَقَد خُضِّبَت أَسيافَه فَكَأَنَّها | |
|
| مِنَ الدم جَمرٌ وَالغُبارُ رَمادُ |
|
لَهُ كرم كالبَحر يَزداد كُلَّما | |
|
| يُرجّى فَما يَخشى عَلَيهِ نَفادُ |
|
عصيبت إِلَيهِ النَفسُ حَتّى أَتَيته | |
|
| فَفزتُ وَعِصيان النفوس رَشادُ |
|
وَأَعلقت أَسبابي لمختص دولَة | |
|
| غراس الأَماني في ذَراهُ حَصادُ |
|
بِأَبلَج سوق الحَمدِ يَنفق عِندَهُ | |
|
| وَفي سوقِهِ الألدية كَسادُ |
|
تَهُزُّ يَمين الملك مِنهُ مثقَّفاً | |
|
| يَقيهِ لِسان كالسِنان حِدادُ |
|
لَهُ حملات في المَكارِم مقدماً | |
|
| إِلى جودِهِ والمَكرُماتِ طرادُ |
|
لَقَد أَنشر الطَيموم أَموات طيىء | |
|
| بِعَليائِهِ وَالمَجدُ حينَ يُشادُ |
|
فَإِن لَم يَعُد مَن ماتَ مِنهُمُ فَذِكرُهُ | |
|
| وَذِكرُ الفَتى قَبلَ المَعادِ مُعادُ |
|
رَأيتُ عَليّاً في الفَضائِلِ كاسمِهِ | |
|
| عَليّاً لَهُ شُمُّ الجِبالِ وَهادُ |
|
فَإِن شارَكوهُ في اسمِهِ فَلَرُبَّما | |
|
| يُشارِكُ في إِسم ناطِق وَجَمادُ |
|
بَصيرٌ بِتَركِ الجودِ في مُستَحِقِّهِ | |
|
| وَما كُلُّ مَن يُعطي الجَزيل جَوادُ |
|
لَقَد زدتَ هَذا الدَهر حُسناً وَهيبَةً | |
|
| كَأَنَّكَ في صَدرِ الزَمانِ نِجادُ |
|
فَلَو صَوَّرَ اللَهُ البَريَّةَ واحِداً | |
|
| لصوَّرَهُم جِسماً وَأَنتَ فُؤادُ |
|
حملت العُلى بِالجودِ حَتّى اقتَنصتَها | |
|
| وَلِلمَجدِ وَحش بِالنوالِ يُصادُ |
|
فَقَد سُدَّت طياً وَهيَ لِلناسِ سادَة | |
|
| وكل جَواد سَيِّد سَيُسادُ |
|
وَطيىءٌ عماد الناس في كُلِّ مَوطنٍ | |
|
| وَأَنتَ لَها يا ابن الكِرامِ عِمادُ |
|
تَقودُ ذُرى قَحطان آل مفرجٍ | |
|
| وَلَو لَم يَكُن آل المُفَرِّج قادوا |
|
إِذا أَسَّسوا شادوا وَإِن وَعَدوا وَفوا | |
|
| وَإِن بَدأوا في المكرمات أَعادوا |
|
أَفادوا مَديحي واستَفدت ثَوابهم | |
|
| وَكل مُفيدٍ إِن رَأَيتَ مُفادُ |
|
رَأيت العُلى شَخصاً وَقَحطان وَجهِهِ | |
|
| وطيىءُ لَهُ عين وَأَنتَ سَوادُ |
|
إِلَيكَ فرت بي كل قَفرٍ وَمَهمَهٍ | |
|
| مُضبَّرة مِثلَ العَلاة سِنادُ |
|
ثَنى القَفر مِن أَخفافِها فَكَأَنَّما | |
|
| عَلَيهُنَّ مِن ماءِ الدِماء جِسادُ |
|
فَقُلتُ لَها كُفّي فآل مُفرجٍ | |
|
| بِحارُ نَدىً وَالعالَمون ثمادُ |
|
أَيَخلف ظَنّي مِن أَبوه مُفرِجٌ | |
|
| أَلا إِنَّ أَولادَ الجِيادِ جِيادُ |
|