أَلا هَل لِعَهدِ العامِريَّةِ جاحِدُ | |
|
| وَعِندي مِن صدق المَوَدَّةِ شاهِدُ |
|
حُكي لَكِ عَنّي أَنَّني لَكِ مُبغِضٌ | |
|
| فَلا تَسمَعي ما قالَ فيَّ حَواسِدي |
|
فَواللَهِ ما الأَعراض عَنكِ مَلالة | |
|
| أَأَسطيعُ إِعراضاً وَشوقيَ زائِدُ |
|
وَلَكِن حِذاراً مِن وُشاةٍ عيونهم | |
|
| عَلَينا وَإِن أَبدَت هُجوداً رَواصِدُ |
|
أَناديكِ مِن شَوقٍ إِلَيكَ وَصبوة | |
|
| وَما بَينَ دارينا مَدىً مُتباعِدُ |
|
وَكَم سرت في طُرقِ السلو فَلَم أَجِد | |
|
| سَبيلاً وَضاقَت في هَواكِ المَقاصِدِ |
|
وَكَم طلبت عَينايَ في الناس ماجِداً | |
|
| كَريماً فَناداني النَدى لَيسَ ماجِدُ |
|
سِوى من عَليه الحمد وَقفٌ وَعِندَهُ | |
|
| بلوغ المُنى إِن جاءَ يَرجوهُ قاصِدُ |
|
أَبا الفَضل عَبدُ اللَهِ بن مُحَمَدٍ | |
|
| عَلى وَجهِهِ للمكرمات شَواهِدُ |
|
لَهُ مِن سَماءِ الفَخرِ مِن طيب أَصلِهِ | |
|
| وَإِحسانِهِ في المعتفين مُشاهِدُ |
|
كَريم عَلى أَبوابِهِ النُجح ثابِت | |
|
| إِذا مَرَّ عَنها وافد جاءَ وافِدُ |
|
وَما خَيَّبَ الدهر الخؤون لِطالِبٍ | |
|
| وَلاذَ بِها إِلّا أَتَتهُ الفَوائِدُ |
|
عَلَيها ازدِحام لِلعفاة وَحَولها | |
|
| عَلى كُلِّ فِترٍ للعُفاةِ مَوارِدُ |
|
لَئِن نامَ عَن جَدوى أَبي الفَضلِ طالِب | |
|
| فَما جودِهِ عَن ما يُحاوِلُ راقِدُ |
|
أَعادَ عَلى حَمدِ الأَنامِ فَخاره | |
|
| فَظَلَّ لَهُ مِن سائِرِ الناس حاسِدُ |
|
مَواهِبه في الناس لَم يَبقَ غيرها | |
|
| لعودَةِ ممتاحٍ طَريفٌ وَتالِدُ |
|
تَكادُ تُناجيهِ بِأَعذَبِ مَنطِقٍ | |
|
| عَلى الخَلقِ مِن حُسنِ الفِعالِ المَحامِدُ |
|
وَمن لَم يَكُن يُعطي الخُلود فَإِنَّهُ | |
|
| بِحَمدِ الوَرى في الدَهرِ لَو ماتَ خالِدُ |
|
عَوائِدُهُ أَلّا يُخَيِّبَ سائِلاً | |
|
| فَيا حَبَّذا في الناس هَذي العَوائِدُ |
|
أَبا الفَضل إِنَّ الشِعرَ عِندَكَ نافِقٌ | |
|
| وَعِندَ الَّذي سامى عُلوك كاسِدُ |
|
إِذا ضَلَّتِ القُصّاد عَن حَوض ماجِدٍ | |
|
| يَكونُ لَها مِن مكرماتك راشِدُ |
|
وَإِن عَدَلَ المَحرومُ عَنكَ فَإِنَّهُ | |
|
| إِذا خافَ الإِقبال نَحوَكَ عائِدُ |
|
أَرى الغيث مَفقوداً مِنَ الدَهرِ بُرهَةً | |
|
| وجودك باقٍ ماله الدَهر فاقِدُ |
|
يَزيدُ عَلى فَيضِ البِحارِ انسِكابِهِ | |
|
| وَعِدَّتُها سَبعٌ وَأَنتَ فَواحِدُ |
|
وَلَولاكَ ماتَ الجود يا بن مُحَمَّدٍ | |
|
| فَأَنتَ لَهُ دونَ البَريَّةِ والِدُ |
|
ترفعت عَن مَدح الأَنامِ جَلالَةً | |
|
| فَسادَ بِنَشرِ الحَمدِ عَنكَ القَصائِدُ |
|
فَنجمك في بُرجِ السَعادَةِ بالِغٍ | |
|
| وَمَجدك في أَعلى المَنازِلِ صاعِدُ |
|
نُفوس العِدى تَهواكَ يا ابن مُحَمَدٍ | |
|
| فَما لَكَ في إِحسانَ كَفِّكَ حاسِدُ |
|
إِذا رُمتُ أَن أَثني عَلَيكَ بِصالِحٍ | |
|
| فَماليَ في خَلقِ الإِلَهِ مُعانِدُ |
|
وَإِن رمت أَن أَثني عَلَيكَ بِغَيرِهِ | |
|
| فَماليَ في كُلِّ الأَنامِ مُساعِدُ |
|
فَدَم سالِماً يا ابن المَنيع مُجدداً | |
|
| فَلا طرقتك الحادِثات الشَدائِدُ |
|