حازكِ البين حينَ أَصبَحتِ بَدراً | |
|
| إِنَّ لِلبَدرِ في التَنَقُلِ عُذرا |
|
فارحَلي إِن أَردت أَو فأقيمي | |
|
| أَعظَمَ لِلبَدرِ في التَنَقُلِ عُذرا |
|
لا تَقولي لِقاؤُنا بَعدَ عَشرٍ | |
|
| لست مِمن يَعيش بَعدَكِ عَشرا |
|
كُلَّما قُلت قد تَنَكَّر قَلبي | |
|
| مِن هَوىً خلته تَعَلَّق أخرى |
|
لَيسَ يَخلو في كُل حينٍ وَوَقتٍ | |
|
| مِن غَرامٍ وَلَيسَ يَسمَع زَجرا |
|
وَهوَ مَع ما بهِ أُلوفٌ إِذا فا | |
|
| رق إِلفاً فَلَيسَ يَملِك صَبرا |
|
هَمُّهُ كل غادة تَشبه اللؤ | |
|
| لؤ مِنها لَوناً وَلَفظاً وَثَغرا |
|
ذاتَ وَجهٍ يَجلو لَك الشمس وَهناً | |
|
| تَحتَ فرع يَدجي لَك الليل ظُهرا |
|
قمر فَوقَ غُصن بانَ رَطيبٍ | |
|
|
حدر الدمعُ كحلَها فَوقَ خَدٍ | |
|
| كانَ طَرساً في الحُسنِ وَالدَمعِ سَطرا |
|
إِنَّ يَومَ الفِراق غَير حَميدٍ | |
|
| رَدَّ جِزعَ العُيونِ بِالدَمعِ دُرّا |
|
مَنَعَ الغَمضَ حينَ أَمسى وَأَضحى | |
|
| سالِكاً بَينَ كُلِّ جَفنين بَحرا |
|
كل جفن يَرى أَخاهُ وَلا يَسطي | |
|
| عُ خَوضاً وَلا يُصادِف عبرا |
|
وَلِعَهدي بِعاذِل ليَ فيها | |
|
| ظلَّ يَوم الفراق ينشد صَبرا |
|
سائِلاً ساءَل المَدامِعَ لَمّا | |
|
| نهرته أَجرى لَهُ النَهرُ نَهرا |
|
إِنَّ خَلفَ الميعادِ مِنكَ طِباعٌ | |
|
| فعدينا إِذا تَفَضَّلتَ هَجرا |
|
وَسقام الجفون اسفمني فيكَ فل | |
|
|
هَل أَعارَت خَيالك الريح ظَهراً | |
|
| فَهوَ يَغدو شَهراً وَيَرتاح شَهرا |
|
زارَني في دِمَسقَ مِن أَرض نَجدٍ | |
|
| لَكَ طَيفٌ أَسرى فَفكَّكَ أَسرى |
|
زارَني موهِناً يُريدُ وِصالي | |
|
| وَهوَ مُذ كانَ بِالقَطيعَةِ مُغرى |
|
وَأَتاني وَاللَيل كالقار لَوناً | |
|
| فَبإِشراقِ وَجهِهِ عادَ فَجرا |
|
فاجتَلَينا بدور نَجد بِأَرض الش | |
|
| امِ بَعدَ الهُدوِّ بَدراً فَبَدرا |
|
وَأَرادَ الخيال لَثمي فَصيَّرتُ | |
|
| لِثامي دونَ المَراشِفِ سترا |
|
فاصرِفي الكأسَ مِن رَضابك عَنّي | |
|
| حاشَ لِلَّهِ أَن أُرشَّفَ خَمرا |
|
وَلَو أَنَّ الرِضاب غير مُدامٍ | |
|
| لَم تَكوني في حالة الصَحوِ سَكرى |
|
قَد كَفانا الخيال وَلَو زُر | |
|
| تِ لأَصبَحتِ مِثلَ طَيفِكِ ذِكرى |
|
يا ابنَةَ العامريّ كُفّي فَإِنّي | |
|
| لا أُرى خاضِعاً وَلَو مُتُّ قَهرا |
|
قَد جَذعت الزَمان عَوماً وَخوضاً | |
|
| وَجرعت الخُطوبَ حُلواً وَمُرّاً |
|
وَبلوت الزَمان حَتّى لو ار | |
|
| تابَ بِأَمرٍ شَفيته مِنهُ خُبرا |
|
فَإِذا العَيشُ في الغِنى فَإِذا فا | |
|
| تَكَ فالحَظ بِعَينِكَ العيش شَزرا |
|
عَدَّ ذا الفَقرِ ميتاً وَكَساهُ | |
|
| كَفناً بالياً وَمأواهُ قَبرا |
|
وَإِذا شِئتَ مَعدِناً مِن نُضارٍ | |
|
| فاشهَرِ البُترَ إِنَّ في البُترِ تِبرا |
|
واجنُبِ الخَيلَ فَوقَ كُلِّ نجاةٍ | |
|
| تَكتَسي بِالسَرابِ طوراً وَتعرى |
|
كُلَّما مَرَّتِ الرِكابُ بِأَرضٍ | |
|
| كتبت أَسطُراً مِن الدَمِ حَمرا |
|
ثُمَّ أتبعتها الحَوافِر نقطاً | |
|
| فَغَدَت تنقري لِمَن لَيسَ يقرا |
|
تَتَبارى بكل خَبتٍ رَحيبٍ | |
|
| يَشبَه ابن الحسين خلقاً وَصَدرا |
|
لو تكلَّفنه خَيالات حُبٍّ | |
|
| أَصبَحَت دونَهُ لَواغِب حَسرى |
|
فإِذا قابلت محمداً العيسُ | |
|
| فَقَبِّل مَناسِم العيس شُكرا |
|
إِنَّ أَمراً حَدا إِلَيهِ رِكابي | |
|
| هوَ بي مُحسِنٌ وَلَو كانَ شَرّا |
|
مَن إِذا شِمتُ وَجهَهُ بَعدَ عُسرٍ | |
|
| قلب اللَه ذَلِكَ العُسرَ يُسرا |
|
وَإِذا قَلَّ نَيلُهُ كانَ بَحراً | |
|
| وَإِذا ضاقَ صَدره كانَ بَرّا |
|
وَإِذا فاضَ في نَوالٍ وَبَأسٍ | |
|
| غَرَّقَ الخافِقينَ نَفعاً وَضرا |
|
بأسُ من يأمَن المَنيَّة في الحَر | |
|
| ب وَجَدوى مَن لَيسَ يَحذَرُ فَقرا |
|
ملكِ بِشرُه يبشِّر راجيهِ | |
|
| وَلِلغَيث قَبلَ يمطر بُشرى |
|
يخبرُ البِشرُ مِنهُ عَن عتق أَصلٍ | |
|
| إِنَّ في الصارِمِ العتَيق لأَثَرا |
|
|
| بحروفٍ من النُبوَّة تُقرا |
|
وَلَهُ رؤيَة تَقود إِلَيهِ | |
|
| طاعَةَ العالَمينَ طوعاً وَقَسرا |
|
هوَ بَعض النَبيِّ وَاللَه قَد صا | |
|
| غَ جَميع النَبيِّ وَالبَعض ظُهرا |
|
وابن بنت النَبيِّ مشبهه عِلماً | |
|
| وَحِلماً واسِماً وَسِرّاً وَجَهرا |
|
نسب لَيسَ فيهِ إِلّا نبيٌّ | |
|
| أَو إِمام مِنَ العُيوبِ مُعَرّى |
|
ضمنت راحَتاهُ جوداً معيناً | |
|
| فَهوَ يَزداد حينَ يَنزَح غزرا |
|
وَلَدَيهِ دنياً لِمَن رام دنيا | |
|
| وَلَدَيهِ أُخرىً لِمَن رامَ أخرى |
|
|
| لِليُمنِ يَمنىً وَلِليُسرِ يُسرى |
|
أَقفَلَ الحُلمُ سَمعَهُ عَن قَبيحٍ | |
|
| إِنَّ في أَكثَر الوِقار لوقرا |
|
مُستَمِداً إِذا استَمَدَّ بِعَزمٍ | |
|
| يَترك اللَيلَ بالإِضاءَةِ فَجرا |
|
وَإِذا راش بِالأَنامِلِ مِنهُ | |
|
| قلماً واستَمَدَّ ساءَ وَضَرّا |
|
قلماً دَبَّرَ الأَقاليم حَتّى | |
|
| قالَ فيهِ أَهل التَناسُخِ إِمرا |
|
يَتبَع الرُمح أَمرَهُ إِنَّ عِشر | |
|
| نَ ذِراعاً بِالرأي تَخدِمُ شبرا |
|
مَدَّتِ العُمرَ مَدَّةٌ مِنهُ في السِلمِ | |
|
| وَأُخرى في الحَربِ تَبترُ عُمرا |
|
وَتَرى في شباته الرُزء وَالرِ | |
|
| زقُ وَفيها البوارُ وَالبِرُّ مجرى |
|
ظَفِراً في يَدِ الأَمانيَ تَلقاهُ | |
|
| وَتَلقاهُ لِلمَنِيَّةِ ظُفرا |
|
لا تقيم الأَموال عِندَكَ يَوماً | |
|
| فَإِلى كَم يَكون مالِك سفرا |
|
أَنصِفِ المال مِن نوالك يا مَن | |
|
| بيديه أَمرُ المَظالِمِ طُرّا |
|
جُرتَ في بَذلِهِ واحكامك الع | |
|
| دلَ فَإِن كانَ قَد أَساءَ فَغُفرا |
|
تَرتَقي الدَست وَالمَنابِر وَالخَ | |
|
| يل فَتَختال كُلَّها بِكَ كِبرا |
|
لَو جَرى في المَنابِرِ الروحُ ظَلَّت | |
|
| مِن سواكُم عيدانها تتبرّا |
|
مُرتَقىً سَنَّهُ جُدودَكَ للِنّا | |
|
| سِ فَأَنتُم بِهِ أَحَقُّ وَأَحرى |
|
كُلَّما اعتاق همتي بحر يأسٍ | |
|
| مَدَّ مِن فَوقِهِ رَجاؤُكَ جِسرا |
|
وَالتَقى بي في كل أَرضٍ ثَناء | |
|
| لك أَهدي مِنَ النُجومِ وَأَسرى |
|
وَعَجيبٌ أَني اعتَمَدت بنظمي | |
|
| أَحسَن العالَمين نظماً وَنَثرا |
|
فَكَأنّي حبوت داود دَرعاً | |
|
| بَعدَما لَيَّن الحَديد وَأَجرى |
|
وَمِنَ الشعر في الحَضيض حضيض | |
|
| وَمِنَ الشعر في الكَواكِبِ شِعرى |
|
وادِّعائي لِلنَّقدِ عندك لغو | |
|
| أَنتَ أَهدى لما يُقال وَأَدرى |
|
أَنتَ بحر النَدى فَلا زلت مداً | |
|
| لا رَأَينا بِساحِلٍ لَكَ جَزرا |
|