تُعاتِبُ سُعدى أَن تنقَّل دارَها | |
|
| وَأَيَّة شَمسٍ يَستَقرُّ قَرارَها |
|
أَعارَتك سَقم الجفن وَالجفن ضامِن | |
|
| مَحاسِن أُخرى جَمَّة ما يُعارها |
|
يمقلتها يَقضي غِرارٌ مِنَ الكَرى | |
|
| وَما يٌقطَعُ الأَسياف إِلّا غِرارها |
|
إِذا نَزَلتَ أَرضاً أَضاءَت بِوَجهِها | |
|
| فَسيّانَ مِنها لَيلُها وَنَهارُها |
|
كَواكِب لَكِنَّ الحدوج بروجها | |
|
| بُدورٌ وَلَكِنَّ الخُدور سِرارُها |
|
تَأَلَّقُ مِن تَحتِ النِقاب كَأَنَّما | |
|
| يلاث عَلى شَمس النَهار خِمارُها |
|
يَضُمُّ قَضيباً مِن أَراكٍ وِشاحِها | |
|
| وَيَضمَن دِعصاً مِن زَرودٍ إِزارُها |
|
إِذا انتقبت أَعشى النَواظِرَ وَجهُها | |
|
| ضِياء وَإِشراقاً فَكَيفَ انسفارها |
|
فَلا تعذلا في حُبِّها إِنَّ حُبَّها | |
|
| سلافة خَمرٍ وَالحَنين خُمارُها |
|
جَرَحتُ بِلَحظي خَدِّها فَتَعَمَّدَت | |
|
| فُؤادي فأصمَته وَذاكَ انتِصارُها |
|
فَدَعها وَقَتلي إِنَّها مِن قَبيلَةٍ | |
|
| إِذا وَتَرَت لَم يُمطِل الدَهر ثارُها |
|
إِذا نَزَلَ الأَضياف كاسَت عَقيرها | |
|
| وَدارَت بِلا ذَنب كؤوس عُقارُها |
|
بَكيتُ فَحَنَّت ناقَتي فَأَجابَها | |
|
| صَهيل جوادي حينَ لاحَت دِيارُها |
|
خططنا بأطراف الأَسِنَّةِ أَرضها | |
|
| فأهدَت إِلَينا مِسك دارين دارُها |
|
وَلاحَت ثَنايا الأُقحوانِ وَلَو رأت | |
|
| ثَنايا الَّذي أَهواه طال استِتارُها |
|
وَإِنّي وَإِن عاصيت في بيشة الهَوى | |
|
| ليعجبني غُزلانها وَصوارُها |
|
وَيعجبني جثجاثُها وَعَرارُها | |
|
| وَحنوتُها أَو شيحُها وَبهارُها |
|
أَرى الحُبَّ ناراً في القُلوبِ وَإِنَّما | |
|
| يصعِّد أَنفاس المحب شرارُها |
|
تَوَقَّ عُيون الغانِيات فَإِنَّها | |
|
| سُيوف وَأَشفار الجُفون شِفارُها |
|
نفرن وَقَد عاينَّ شَخصيَ وَالمَها | |
|
| إِذا أَبصرت لَيثاً تَمادى نِفارها |
|
بِنَفسي طيف جاد وَهناً بِمَوعِدٍ | |
|
| غُرور وَقَد خاضَ الجُفونَ غِرارُها |
|
أَلَمَّ وَرَحلي في فِناءينِ أَخصَبا | |
|
| بِحَيث غُصونِ المَجدِ تَجنى ثِمارُها |
|
وَهَل للمنى إِلّا أَبو الفَضلِ كعبة | |
|
| يَكونُ إِلَيهِ حَجُّها واِعتِمارُها |
|
تَخَيَّرتُهُ إِن الكِرام مَناهِلٌ | |
|
| وَما يَستَوي غُدرانها وَبِحارُها |
|
فَقَبَّلتُ إِذ عاينته خُفَّ ناقَةٍ | |
|
| حباني بِهِ تهجيرها وابتِكارها |
|
تعرَّق رَحلي ظَهرِها فَكَأَنَّما | |
|
| تَضَمَّن مِنهُ ذا الفِقارِ فِقارها |
|
وَزنَّاه بِالدُنيا فَزادَ وَإِنَّما | |
|
| يُبَيِّنُ أَقدار الرِجال اختِبارُها |
|
وَما يَعرف الإِنسان إِلّا بِغَيرِهِ | |
|
| وَما فضلت يُمناك لَولا يَسارُها |
|
أَقَلَّت ثراه همة يَمنيَّة | |
|
| إِذا زارَت العيوق طالَ انحِدارها |
|
لَهُ ماءَ وَجهٍ مُخبِرٍ عَن مَضائِهِ | |
|
| وَرَونَق ماء الماضِيات غِرارُها |
|
يَخاف عَداه سيفه وَلِسانِهِ | |
|
| وَيُرهِب أَنياب الليوث وزارُها |
|
صِلاتُ يَدَيه كالصَلاة فَتَركُها | |
|
| ذنوب لَدَيهِ ما يُرجّى اغتِفارُها |
|
سَجيَّة نَفسٍ بَينَ جَنبيه حُرَّة | |
|
| تُباحُ أَياديها وبحمى ذمارِها |
|
تَرى جودها بُخلاً بدون حَياتِها | |
|
| فَيأتيكَ مِنها نَيلُها واِعتِذارُها |
|
وَلو جَرَّ نَفعاً دفعه النَفس لَم يَكُن | |
|
| عَلى مالِها دونَ الحياةِ اقتِصارُها |
|
وَيُنجِز نعماه فَتَصفو وَرُبَّما | |
|
| يُكَدِّر نُعماءَ الجَواد انتِظارُها |
|
وَيحقر ما يُبدي فيعظم قدره | |
|
| إِلّا إِنَّ تَعظيم الأَيادي احتِقارُها |
|
وَإِن عَرَّسَت أَسيافه في معرسٍ | |
|
| مِنَ الحَربِ أَمسَت وَالرؤوس نِثارُها |
|
حَكى دَعفَلاً في بأسِهِ وَنَواله | |
|
| كَما يَتبَع الخيل الجِياد مهارها |
|
إِذا طالَت الآجال في حومَة الوَغى | |
|
| فَفي شَفرَتي ما يَنتضيه اختِصارها |
|
وَإِن عدلت عَنه العلى نَحوَ غَيرِهِ | |
|
| وَحاشاه أَلجاها إِلَيهِ اضطِرارُها |
|
يَحوز المَنايا وَالمنى مِنه أَنمِلٌ | |
|
| طِوال القَنا تَزهى بِها وَقِصارُها |
|
حَمَّيته أَسر بِهِ يثبت الوَغى | |
|
| وَإِقدامه قطب عليه مَدارُها |
|
وَيَرضاه ضَحضاح المَنيَّة خائِضاً | |
|
| وَيَشكوهُ في بحر الثَناءِ غِمارُها |
|
وَمَعرَكَة لِلنَّقعِ وَالطَير فَوقَها | |
|
| سَحائِب لَكِنَّ النَجيع قِطارُها |
|
سَماءٌ نعال الخيل فيها أَهِلَّة | |
|
| وَلَكِنَّها لا تَستَدير صِغارُها |
|
وَقَد أَلبس الفرسان مِن دكن نَسجِهِ | |
|
| غَلائِل مِن فوق الدُروعِ غُبارُها |
|
حَلَفتَ بِصدر الرُمح في صَدرِ كَبشِها | |
|
| فَما مَيَّزَ الأَفواهَ عَنهُ خُوارُها |
|
فَغَصَّت بِصَدرِ الرُمح ثغرة نَحرِهِ | |
|
| كَما غَصَّ يَوماً بِالذِراعِ سِوارُها |
|
وَضَمَّ الدَم المَسفوح أَرجاء درعه | |
|
| كَما ضَمَّ أَرجاء السَفينَة قارُها |
|
يَرُدُّ سِنان الرُمح مقلة أَزرَقٍ | |
|
| بِها رَمَدٌ يَشتَد مِنهُ احمِرارُها |
|
فَدتك رِجالٌ تحذر الفقر في النَدى | |
|
| وَفي البُخلِ فَقرٌ لَيسَ مِنهُ حِذارُها |
|
شَهِدنا لطيٍّ أَنَّهُ خَير عُصبَة | |
|
| وَصَحَّ لَنا أَن الأَمير خيارُها |
|
وَلَم أَرَ أُسدا غَيرَ آلُ مُفَرِّجِ | |
|
| تَرَجّى عَطاياها وَيؤمِن زارُها |
|
إِذا أَبرَمَت أَمراً فَلِلجودِ أَمرها | |
|
| وَإِن هيَ لَم تُبرَم فَفيهِ اشتوارُها |
|
جِبالُ حَلومٍ أَثقَلَ الحلم سَمعها | |
|
| عَن اللَغوِ حَتّى قيلَ وقَرٌ وَقارُها |
|
وَمِن شأنها إِسرافها في عَطائِها | |
|
| فَإِن قيلَ ذا عارٌ فَذَلِكَ عارُها |
|
غَدا بِنجوم السَعد مِن شدَّ رَحله | |
|
| إِلَيكَ وَإِن باتَت وَشَطَّ مَزارُها |
|
وَأحمد في مَدحيك وَالمَدح حلية | |
|
| صياغتها منّي وَمِنكَ نُضارها |
|
وَقَد يَمدَح الناس النُجومَ لِضوئِها | |
|
| وَإِن كانَ مِن شَمس النَهار امتيارها |
|
معين النَدى عالي المَدى وآكف الجَدا | |
|
| مَريق الدِما وَالحَرب تسعر نارُها |
|