يُغالِبُني فَرط الغَرامِ عَلى الصَبرِ | |
|
| وَلا صَبرَ لي عَن صورَةِ الشَمسِ وَالبَدرِ |
|
وَيَعذُلني في الحُبِّ خِلوٌ وَلَو دَرى | |
|
| بِهِ كَفَّ عَن عَذلي وَقَصَّر عَن زَجري |
|
تَحَيَّرتُ في أَمري وَإِنّي لَعارِفٌ | |
|
| بِأَمريَ لَكِنّي غُلِبتُ عَلى أَمري |
|
وَصارَ عَليَّ القَلب وَالطَرفُ في الهَوى | |
|
| نصيرين لِلظَّبيِ الَّذي لَجَّ في الهَجرِ |
|
أَلا أَيُّها الظَمآنَ ها ماء مُقلَتي | |
|
| وَيا قابِس النِيرانِ ها النار في صَدري |
|
أَبى لِجُفوني فيك أَن تَطعم الكَرى | |
|
| وَلِلقَلبِ أَن يَخلو مِنَ الهَمِّ وَالفِكرِ |
|
وَذُبتُ فَلَو أَلقَيتَ في كأسِ خمرةٍ | |
|
| لما اغتصَّ بي في كأسِها شارِب الخَمرِ |
|
وَكَم لَذَّةٍ لي قَد نعمت بِطيبِها | |
|
| وَلَم تَكُ فيما بَينَنا ريبة تَجري |
|
تَطوفُ عَلَينا بِالمُدامِ سَبيَّةً | |
|
| لَها جفن عَين قَد تَكَحَّل بِالسَحرِ |
|
بدت تحت أَرواقِ الظَلامِ كَأَنَّما | |
|
| يُواجِهُني مِن وَجهِها لَيلَةُ القَدرِ |
|
وَلَيلٍ جثمنا تَحتَهُ فَتَطايَرَت | |
|
| لوقَعَ المَطايا جاثِمات القطا الكُدري |
|
تَسيرُ بِنا حَتّى إِذا عَزَّ جانِبٌ | |
|
| مِنَ السَهلِ أَدَنتَنا إِلى جانِب الوَعرِ |
|
كَواكِبُ رَكبٍ في كَواكِبِ ظُلمَةٍ | |
|
| تَسيرُ كَما تَسري وَتَجري كَما تَجري |
|
إِلى سَيدٍ أَوفَت فأوفاني المُنى | |
|
| إِلى عِزَّةٍ أَوفَت عَلى غُرَّة البَدرِ |
|
إِلى السَيِّدِ المِفضالِ وَالماجِدِ الَّذي | |
|
| حَوى المَجدَ قدماً بِالمَفاخِرِ وَالقَدرِ |
|
وَلَمّا ونت بُزل المَطايا حَثَثتُها | |
|
| بِقَولي لَها سيري إِلى مَعدَنِ الفَخرِ |
|
فَلَمّا أَحَست أَنَّكَ القَصدُ أَسرعت | |
|
| رواحاً وأغنتني عن السَوطِ والزَجرِ |
|
فَكانَ بِسَعدٍ لا بِنَجسٍ مَناخُها | |
|
| عَلى بابِ مَن أَغنَت يَداهُ عَن القَطرِ |
|
كَريم لَه من أَظلم الناس شاعِرٌ | |
|
| يُشبِّههُ بِالغَيثِ وَالقَطرِ وَالبَحرِ |
|
وَما زالَ ذا ذهب صَحيحٍ وَخاطِرٍ | |
|
| وَذِكرٍ وَفِكرٍ لا يُقاسُ إِلى فِكرِ |
|
وَإِن نابَ خَطبٌ لَم يَكُن دَفعُهُ سِوى | |
|
| صدور العَوالي وَالمُهَنَّدَةِ البَترِ |
|
رمت صفحة الأَعراب كَفُّ سَحابه | |
|
| بِسَهمِ النَدى فاهتَزَّ في صَفَحةِ الدَهرِ |
|
أَديبٌ لَبيبٌ ماجِدٌ متكِرِّمٌ | |
|
| كَريمٌ المحيّا طَيِّبُ الأصلِ وَالذِكرِ |
|
أَلا أَيُّها القيلُ الكَريمُ ومن سَما | |
|
| بِمَجدٍ وَإِحسانٍ عَلى قِمَّةِ النَسرِ |
|
تَقيكَ الرَدى نَفسٌ عَلى كَريمة | |
|
| تُحبُّكَ حُبَّ الأمن في زمن الذُعرِ |
|
لَقَد رفع الرَحمَنُ قَدرُكَ في الوَرى | |
|
| كَما في اللَيالي شُرِّفت ليلة القَدرِ |
|
فَإِن كنت في جنس البَرايا وفقتهم | |
|
| فَلِلمِسكِ نَشرٌ لَيسَ يوجد في العِطرِ |
|
إِلَيكَ عَروساً في قَريضٍ زَفَفتُها | |
|
| إِلَيكَ فَخُذ يا أَبرَعَ الناسِ بِالشُكرِ |
|
فَما عَزَّة الإِنسان إِلّا حَديثِهِ | |
|
| فَعِش أَنتَ في خَيرِ الحَديثِ الَّذي يَجري |
|
وَعِش أَبَداً ما لاح في الجَوِّ طائِرٌ | |
|
| وَما هتفت وَرقاء في غُصُنِ نَضرِ |
|