وَمُستَوحِشٍ لَم يُمسِ في دارِ غُربَةٍ | |
|
| وَلَكِنَّهُ مِمَّن يُحِبُّ غَريبُ |
|
طَواهُ الهَوى وَاِستَشعَرَ الوَصلَ غَيرُهُ | |
|
| فَشَطَّت نَواهُ وَالمَزارُ قَريبُ |
|
سَلامٌ عَلى الدارِ التي لا أَزورُها | |
|
| وَإِن حَلَّها شَخصٌ إِلَيَّ حَبيبُ |
|
وَإِن حَجَبَت عَن ناظِرَيَّ سُتورُها | |
|
| هَوىً تَحسُنُ الدُنيا بِهِ وَتَطيبُ |
|
هَوىً تَضحَكُ اللَذاتُ عِندَ حُضورِهِ | |
|
| وَيَسخُنُ طَرفُ اللَهوِ حينَ يَغيبُ |
|
تَثَنّى بِهِ الأَعطافُ حَتّى كَأَنَّهُ | |
|
| إِذا اِهتَزَّ مِن تَحتِ الثِيابِ قَضيبُ |
|
أَلَم تَرَ صَمتي حينَ يَجري حَديثُهُ | |
|
| وَقَد كُنتُ أُدعى بِاِسمِهِ فَأُجيبُ |
|
رَضيتُ بِسَعيِ الدَهرِ بَيني وَبَينَهُ | |
|
| وَإِن لَم يَكُن لِلعَينِ فيهِ نَصيبُ |
|
أُحاذِرُ إِن واصَلتُهُ أَن يَنالَني | |
|
| وَإِيّاهُ سَهمٌ لِلفِراقِ مُصيبُ |
|
أَرى دونَ مَن أَهوى عُيوناً تُريبُني | |
|
| وَلا شَكَّ أَنّي عِندَهُنَّ مُريبُ |
|
أُداري جَليسي بِالتَجَلُّدِ في الهَوى | |
|
| وَلي حينَ أَخلو زَفرَةً وَنَحيبُ |
|
وَأُخبِرُ عَنهُ بِالَّذي لا أُحِبُّهُ | |
|
| فَيَضحَكُ سِنّي وَالفُؤادُ كَئيبُ |
|
مَخافَةَ أَن تُغرى بِنا أَلسُنُ العِدا | |
|
| فَيَطمَعَ فينا كاشِحٌ فَيَعيبُ |
|
كَأَنَّ مَجالَ الطَرفِ في كُلِّ ناظِرٍ | |
|
| عَلى حَرَكاتِ العاشِقينَ رَقيبُ |
|
أَرى خَطَراتِ الشَوقِ يُبكينَ ذا الهَوى | |
|
| وَيُصبينَ عَقلَ المَرءِ وَهوَ لَبيبُ |
|
وَكَم قَد أَذَلَّ الحُبُّ مِن مُتَمَنِّعٍ | |
|
| فَأَضحى وَثَوبُ العَزِّ مِنهُ سَليبُ |
|
وَإِنَّ خُضوعَ النَفسِ في طَلَبِ الهَوى | |
|
| لَأَمرٌ إِذا فَكَّرتُ فيهِ عَجيبُ |
|