تَنَبَّه أَيُّها الأَيرُ المُدَلّى | |
|
| لِشَأنِكَ إِنَّ طولَ النَومِ عارُ |
|
لَقَد أَصبَحتَ مِن عِبَرِ اللَيالي | |
|
| وَأَصبَحَ فيكَ لِلناسِ اِعتِبارُ |
|
تَزيدُكَ لَذَّةُ التَحريكِ ضُعفاً | |
|
| إِذا باتَت تُغَمِّزُكَ الجِوارُ |
|
تَوَقَّرَ عَن مُلاعَبَةِ الغَواني | |
|
| وَشَرُّ خَلائِقِ الأَيرِ الوَقارُ |
|
كَما قَد مالَ مِن سُكرٍ صَريعٍ | |
|
| تَمَشَّت في مَفاصِلِهِ العُقارُ |
|
تَقَلَّصُ إِن أَصابَكَ بَردُ لَيلٍ | |
|
| وَتَستَرخي إِذا حَمِيَ النَهارُ |
|
وَفيما بَينَ ذَلِكَ أَنتَ مُلقىً | |
|
| عَلى الخُصيَينِ لَيسَ لَكَ اِنتِشارُ |
|
تُوَلّي الغانِياتُ قَفا لَئيمٍ | |
|
| تَليقُ بِهِ الهَزيمَةُ وَالفِرارُ |
|
فَأَيُّةُ ساعَةٍ إِن نابَ أَمرٌ | |
|
| تُحَرَّكُ لِلقِيامِ وَتُستَثارُ |
|
وَإِن جَدَّ اللِقاءُ هَرَبتَ مِنها | |
|
| مَخافَةَ أَن يَضُمُّكُما شِعارُ |
|
كَمُنهَزِمٍ يَفِرُّ مِنَ المَنايا | |
|
| وَتُعجِلُهُ المَخافَةُ وَالحِذارُ |
|
كَأَنَّكَ لَم تَخُض غَمَراتِ حَربٍ | |
|
| تَهَيَّبَها البَطارِقَةُ الكِبارُ |
|
ولَم تَستَقبِلِ الأَبطالَ فيها | |
|
| بِرُمحٍ ما تَخَوَّنَهُ اِنكِسارُ |
|
وَرَأسٍ في مُؤَخَّرِهِ اِرتِفاعٌ | |
|
| عَلى أَرجائِهِ طَوقٌ مُدارُ |
|
كَأَنَّ عَلى مَفارِقِهِ شِهاباً | |
|
| تَطايَرَ مِن جَوانِبِهِ الشَرارُ |
|
فَكَيفَ جَبُنتَ عَن تِلكَ المَساعي | |
|
| وَفي الجُبنِ المَذَلَّةُ وَالصَغارُ |
|
تَوَلَّدُ فيكَ كُلَّ صَباحِ يَومٍ | |
|
| عُيوبٌ لا يَقومُ لَها اِعتِذارُ |
|
وَكانَ عَلى عُوارِكَ سِترُ صَونٍ | |
|
| فَدالَ السِترُ وَاِنكَشَفَ العُوارُ |
|
رَمَتكَ الحادِثاتُ بِسَهمِ حَتفٍ | |
|
| فَمُتَّ وَأَنتَ لِلأَحياءِ جارُ |
|
فَما فَقَدَتكَ عينُ أَخٍ مَشوقٍ | |
|
| إِلَيكَ وَلا خَلَت مِنكَ الدِيارُ |
|
وَلَكِن حُلتَ عَن عَهدي وَوَلَّت | |
|
| لِحَظّي مِنكَ أَيّامٌ قِصارُ |
|
فَإِن أَجزَع عَلَيكَ فَلا مَلومٌ | |
|
| وَإِن أَصبِر فَلِلحُرِّ اِصطِبارُ |
|
أَلَم تَرَ مَركَبَ الأَيّامِ صَعباً | |
|
| لَهُ في كُلِّ قائِمَةٍ عِثارُ |
|
وَلِلدُنيا وَإِن سَرَّتكَ حيناً | |
|
| رَواحٌ بِالمَكارِهِ وَاِبتِكارُ |
|