عِندِيَ يا قَومُ حَديثٌ عَجيب | |
|
| فيهِ اِعتِبارٌ لِلَّبيبِ الأَريب |
|
رَأَيتُ في رَيعانِ عُمري أَخا | |
|
| بِأسِ لَهُ حَدَّ الحُسامِ القَضيب |
|
يُقدِمُ في المَعرَكِ إِقدامَ مَن | |
|
| يوقِنُ بِالفَتكِ وَلا يَستَريب |
|
فَيُفرِجُ الضيقَ بِكَرّاتِهِ | |
|
| حَتّى يُرى ما كانَ ضَنكاً رَحيب |
|
ما بارَزَ الأَقرانَ إِلّا اِنثَنى | |
|
| عَن مَوقِفِ الطَعنِ بِرُمحِ خَضيب |
|
وَلا سَما يَفتَحُ مُستَصعَباً | |
|
| مَستَغلَقَ البابِ مَنيعاً مَهيب |
|
إِلّا وَنودي حينَ يَسمو لَهُ | |
|
| نَصرٌ مِنَ اللَهِ وَفَتحٌ قَريب |
|
هَذا وَكَم مِن لَيلَةٍ باتَها | |
|
| يَميسُ في بُردِ الشَبابِ القَشيب |
|
يَرتَشِفُ الغيدَ وَيَرشُفنَهُ | |
|
| وَهوَ لَدى الكُلِّ المُفَدّى الحَبيب |
|
فَلَم يَزَل يَبتَزُّهُ دَهرُهُ | |
|
| ما فيهِ مِن بَطشٍ وَعودٍ صَليب |
|
حَتّى أَصارَتهُ اللَيالي لَقىً | |
|
| يَعافُهُ مَن كانَ مِنهُ قَريب |
|
قَد أَعجَزَ الراقي تَحليلُ ما | |
|
| بِهِ مِنَ الداءِ وَأَعيا الطَبيب |
|
وَصارَمَ البِييضَ وَصارَمنَهُ | |
|
| مِن بَعدِ ما كانَ المُجابَ المُجيب |
|
وَآضَ كِالمَنكوسِ في خَلقِهِ | |
|
| وَمَن يَعِش يَلقَ دواهي المَشيب |
|
وَها هُوَ اليَومَ يُسَجّى فَمَن | |
|
| يَرغَبُ في تَكفينِ مَيتٍ غَريب |
|