يا عَينُ بَكّي لِفَقدِ مِسرَجَةٍ | |
|
| كانَت عَمودَ الضِياءِ وَالنورِ |
|
كانَت إِذا ما الظَلامُ أَلبَسَني | |
|
| مِن حِندِسِ اللَيلِ ثَوبَ دَيجورِ |
|
شَقَّت بِنيرانِها غَياطِلَه | |
|
| شَقّاً دَعا اللَيلَ بِالدَياجيرِ |
|
صينِيَّةُ الحُسنِ حينَ أَبدَعَها | |
|
| مُصَوِّرُ الصينِ بِالتَصاويرِ |
|
وَقَبلَ ذا بِدعَةٌ أُتيحَ لَها | |
|
| مِن قِبَلِ الدَهرِ قَرنُ يَعفورِ |
|
وَصَكَّها صَكَّةً فَما لَبِثَت | |
|
| أَن وَرَدَت عَسكَرَ المَكاسيرِ |
|
وَإِن تَوَلَّت فَقَد لَها تَرَكَت | |
|
| ذِكراً سَيَبقى عَلى الأَعاصيرِ |
|
مَن ذا رَأَيتَ الزَمانَ يوسِرُهُ | |
|
| فَلَم يَشُب يُسرَهُ بِتَعسيرِ |
|
وَمَن أَباحَ الزَمانُ صَفَوَتَهُ | |
|
| فَلَم يَشُب صَفوَهُ بِتَكديرِ |
|
مِسرَجَتي لَو فَديتِ ما بَخُلَت | |
|
| عَنكِ يَدُ الجودِ بِالدَنانيرِ |
|
لَيسَ لَنا فيكَ ما نُقَدِّرُهُ | |
|
| لِكِنَّما الأَمرُ بِالمَقاديرِ |
|
مِسرَجَتي كَم كَشَفتِ مِن ظُلمٍ | |
|
| جَلَّيتِ ظَلماءَها بِتَنويرِ |
|
وَكَم غَزالٍ عَلى يَدَيكِ نَجا | |
|
| مِن دَقِّ خُصيَيهِ بِالطَواميرِ |
|
مَن لي إِذا ما النَديمُ دَبَّ إِلى النَ | |
|
| دمانِ في ظُلمَةِ الدَياجيرِ |
|
وَقامَ هَذا يَبوسُ ذاكَ وَذا | |
|
| يُعنِقُ هَذا بِغَيرِ تَقديرِ |
|
وَاِزدَوَجَ القَومُ في الظَلامِ فَما | |
|
| تَسمَعُ إِلّا الرَشاءَ في البيرِ |
|
فَما يُصَلّونَ عِندَ خَلوَتِهِم | |
|
| إِلّا صَلاةً بِغَيرِ تَطهيرِ |
|
أَوحَشَتِ الدارُ مِن ضِيائِكِ وَالبَي | |
|
| تُ إِلى مَطبَخٍ وَتَنّورِ |
|
إِلى الرَواقَينِ فَالمَجالِسِ فَال | |
|
| مِربَدِ مُذ غِبتِ غَيرُ مَعمورِ |
|
قَلبي حَزينٌ عَلَيكَ إِذا بَخُلَت | |
|
| عَلَيكِ بِالدَمعِ عَينُ تَنميرِ |
|
إِن كانَ أَودى بِكِ الزَمانُ فَقَد | |
|
| أَبقَيتِ مِنكِ الحَديثَ في الدورِ |
|
دَع ذِكرَها وَاِهجُ قَرنَ ناطِحِها | |
|
| وَاِسرُد أَحاديثَهُ بِتَفسيرِ |
|
كانَ حَديثي أَنّي اِشتَرَيتُ فَما | |
|
| اِشتَرَيتُ كَبشاً سَليلَ خِنزيرِ |
|
فَلَم أَزَل بِالنَوى أُسَمِّنُهُ | |
|
| وَالتِبنِ وَالقَتُّ وَالأَثاجيرِ |
|
أُبَرِّدُ الماءَ في القِلالِ لَهُ | |
|
| وَأَتَّقي فيهِ كُلَّ مَحذورِ |
|
تَخدِمُهُ طولُ كُلَّ لَيلَتِها | |
|
| خِدمَةَ عَبدٍ بِالذُلِّ مَأسورِ |
|
وَهيَ مِنَ التيهِ ما تُكَلِّمُني ال | |
|
| فَصيحَ إِلّا مِن بَعدِ تَفكيرِ |
|
شَمسٌ كَأَنَّ الظَلامَ أَلبَسَها | |
|
| ثَوباً مِنَ الزِفتِ أَو مِنَ القيرِ |
|
مِن جِلدِها خُفُّها وَبُرقُعُها | |
|
| حَوراءُ في غَيرِ خِلقَةِ الحورِ |
|
فَلَم يَزَل يَغتَذي السُرورَ وَما ال | |
|
| مَحزونُ في عيشَةٍ كَمَسرورِ |
|
حَتّى عَدا طَورَهُ وَحُقَّ لِمَن | |
|
| يَكفُر نُعمى بِقُربِ تَغييرِ |
|
فَمَدَّ قَرنَيهِ نَحوَ مِسرَجَةٍ | |
|
| تُعَدُّ في صَونِ كُلِّ مَذخورِ |
|
شَدَّ عَلَيها بِقَرنِ ذي حَنَقٍ | |
|
| مُعَوَّدٍ لِلنِطاحِ مَشهورِ |
|
وَلَيسَ بَقوى بِرَوقِهِ جَبَلٌ | |
|
| صَلدٌ مِنَ الشَمخِ المَذاكيرِ |
|
فَكَيفَ تَقوى عَلَيهِ مِسرَجةٌ | |
|
| أَرَقُّ مِن جَوهَرِ القَوارايرِ |
|
تَكَسَّرَت كَسرَةً لَها أَلَمٌ | |
|
| وَما صَحيحُ الهَوى كَمَكسورِ |
|
فَأَدرَكَتهُ شَعوبُ فَاِنشَعَبَت | |
|
| بِالرَوعِ وَالشِلوُ غَيرُ مَقتورِ |
|
أُديلَ مِنهُ فَأَدرَكَتهُ يَدٌ | |
|
| مِنَ المَنايا بِحَدِّ مَطرورِ |
|
يَلتَهِبُ المَوتُ في ظُباهُ كَما | |
|
| تَلتَهِبُ النارُ في المَساعيرِ |
|
وَمَزَّقَتهُ المُدى فَما تَرَكَت | |
|
| كَفُّ الفِرا مِنهُ غَيرَ تَعسيرِ |
|
وَاِغتالَهُ بَعدَ كَسرِها قَدَرٌ | |
|
| صَيَّرَهُ نَهزَةَ السَنانيرِ |
|
فَمَزَّقَت لَحمَهُ بَراثِنُها | |
|
| وَبَذَّرَتهُ أَشَدَّ تَبذيرِ |
|
وَاِختَلَسَتهُ الحِداءُ خَلساً مِعَ ال | |
|
| غِربانِ لَم تَزدجِر لِتَكبيرِ |
|
وَصارَ حَظَّ الكِلابِ أَعظُمُهُ | |
|
| تُهَشِّمُ أَنحاءَها بِتَكسيرِ |
|
كَم كاسِرٍ نَحوَهُ وَكاسِرَةٍ | |
|
| سِلاحُها في شَفا المَناقيرِ |
|
وَخامِعٍ نَحوَهُ وَخامِعَةٍ | |
|
| سِلاحُها في شَفا الأَظافيرِ |
|
قَد جَعَلَت حَولَ شِلوِهِ عُرُساً | |
|
| بِلا اِفتِقارٍ إِلى مَزاميرِ |
|
وَلا مُغَنٍّ سِوى هَماهِمِها | |
|
| إِذا تَمَطَّت لِوارِدِ العيرِ |
|
يا كَبشُ ذُق إِذ كَسَرتَ مِسرَجَتي | |
|
| لِمُديَةِ المَوتِ كَأسَ تَنحيرِ |
|
بَغَيتَ ظُلماً وَالبَغيُ مَصرَعُ مَن | |
|
| بَغى عَلى أَهلِهِ بِتَغييرِ |
|
أُضحِيَّةٌ ما أَظُنُّ صاحِبَها | |
|
| في قَسمِهِ لَحمَها بِمَأجورِ |
|