عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > عاصِم البُرجُمي > يا عَينُ بَكّي لِفَقدِ مِسرَجَةٍ

غير مصنف

مشاهدة
544

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا عَينُ بَكّي لِفَقدِ مِسرَجَةٍ

يا عَينُ بَكّي لِفَقدِ مِسرَجَةٍ
كانَت عَمودَ الضِياءِ وَالنورِ
كانَت إِذا ما الظَلامُ أَلبَسَني
مِن حِندِسِ اللَيلِ ثَوبَ دَيجورِ
شَقَّت بِنيرانِها غَياطِلَه
شَقّاً دَعا اللَيلَ بِالدَياجيرِ
صينِيَّةُ الحُسنِ حينَ أَبدَعَها
مُصَوِّرُ الصينِ بِالتَصاويرِ
وَقَبلَ ذا بِدعَةٌ أُتيحَ لَها
مِن قِبَلِ الدَهرِ قَرنُ يَعفورِ
وَصَكَّها صَكَّةً فَما لَبِثَت
أَن وَرَدَت عَسكَرَ المَكاسيرِ
وَإِن تَوَلَّت فَقَد لَها تَرَكَت
ذِكراً سَيَبقى عَلى الأَعاصيرِ
مَن ذا رَأَيتَ الزَمانَ يوسِرُهُ
فَلَم يَشُب يُسرَهُ بِتَعسيرِ
وَمَن أَباحَ الزَمانُ صَفَوَتَهُ
فَلَم يَشُب صَفوَهُ بِتَكديرِ
مِسرَجَتي لَو فَديتِ ما بَخُلَت
عَنكِ يَدُ الجودِ بِالدَنانيرِ
لَيسَ لَنا فيكَ ما نُقَدِّرُهُ
لِكِنَّما الأَمرُ بِالمَقاديرِ
مِسرَجَتي كَم كَشَفتِ مِن ظُلمٍ
جَلَّيتِ ظَلماءَها بِتَنويرِ
وَكَم غَزالٍ عَلى يَدَيكِ نَجا
مِن دَقِّ خُصيَيهِ بِالطَواميرِ
مَن لي إِذا ما النَديمُ دَبَّ إِلى النَ
دمانِ في ظُلمَةِ الدَياجيرِ
وَقامَ هَذا يَبوسُ ذاكَ وَذا
يُعنِقُ هَذا بِغَيرِ تَقديرِ
وَاِزدَوَجَ القَومُ في الظَلامِ فَما
تَسمَعُ إِلّا الرَشاءَ في البيرِ
فَما يُصَلّونَ عِندَ خَلوَتِهِم
إِلّا صَلاةً بِغَيرِ تَطهيرِ
أَوحَشَتِ الدارُ مِن ضِيائِكِ وَالبَي
تُ إِلى مَطبَخٍ وَتَنّورِ
إِلى الرَواقَينِ فَالمَجالِسِ فَال
مِربَدِ مُذ غِبتِ غَيرُ مَعمورِ
قَلبي حَزينٌ عَلَيكَ إِذا بَخُلَت
عَلَيكِ بِالدَمعِ عَينُ تَنميرِ
إِن كانَ أَودى بِكِ الزَمانُ فَقَد
أَبقَيتِ مِنكِ الحَديثَ في الدورِ
دَع ذِكرَها وَاِهجُ قَرنَ ناطِحِها
وَاِسرُد أَحاديثَهُ بِتَفسيرِ
كانَ حَديثي أَنّي اِشتَرَيتُ فَما
اِشتَرَيتُ كَبشاً سَليلَ خِنزيرِ
فَلَم أَزَل بِالنَوى أُسَمِّنُهُ
وَالتِبنِ وَالقَتُّ وَالأَثاجيرِ
أُبَرِّدُ الماءَ في القِلالِ لَهُ
وَأَتَّقي فيهِ كُلَّ مَحذورِ
تَخدِمُهُ طولُ كُلَّ لَيلَتِها
خِدمَةَ عَبدٍ بِالذُلِّ مَأسورِ
وَهيَ مِنَ التيهِ ما تُكَلِّمُني ال
فَصيحَ إِلّا مِن بَعدِ تَفكيرِ
شَمسٌ كَأَنَّ الظَلامَ أَلبَسَها
ثَوباً مِنَ الزِفتِ أَو مِنَ القيرِ
مِن جِلدِها خُفُّها وَبُرقُعُها
حَوراءُ في غَيرِ خِلقَةِ الحورِ
فَلَم يَزَل يَغتَذي السُرورَ وَما ال
مَحزونُ في عيشَةٍ كَمَسرورِ
حَتّى عَدا طَورَهُ وَحُقَّ لِمَن
يَكفُر نُعمى بِقُربِ تَغييرِ
فَمَدَّ قَرنَيهِ نَحوَ مِسرَجَةٍ
تُعَدُّ في صَونِ كُلِّ مَذخورِ
شَدَّ عَلَيها بِقَرنِ ذي حَنَقٍ
مُعَوَّدٍ لِلنِطاحِ مَشهورِ
وَلَيسَ بَقوى بِرَوقِهِ جَبَلٌ
صَلدٌ مِنَ الشَمخِ المَذاكيرِ
فَكَيفَ تَقوى عَلَيهِ مِسرَجةٌ
أَرَقُّ مِن جَوهَرِ القَوارايرِ
تَكَسَّرَت كَسرَةً لَها أَلَمٌ
وَما صَحيحُ الهَوى كَمَكسورِ
فَأَدرَكَتهُ شَعوبُ فَاِنشَعَبَت
بِالرَوعِ وَالشِلوُ غَيرُ مَقتورِ
أُديلَ مِنهُ فَأَدرَكَتهُ يَدٌ
مِنَ المَنايا بِحَدِّ مَطرورِ
يَلتَهِبُ المَوتُ في ظُباهُ كَما
تَلتَهِبُ النارُ في المَساعيرِ
وَمَزَّقَتهُ المُدى فَما تَرَكَت
كَفُّ الفِرا مِنهُ غَيرَ تَعسيرِ
وَاِغتالَهُ بَعدَ كَسرِها قَدَرٌ
صَيَّرَهُ نَهزَةَ السَنانيرِ
فَمَزَّقَت لَحمَهُ بَراثِنُها
وَبَذَّرَتهُ أَشَدَّ تَبذيرِ
وَاِختَلَسَتهُ الحِداءُ خَلساً مِعَ ال
غِربانِ لَم تَزدجِر لِتَكبيرِ
وَصارَ حَظَّ الكِلابِ أَعظُمُهُ
تُهَشِّمُ أَنحاءَها بِتَكسيرِ
كَم كاسِرٍ نَحوَهُ وَكاسِرَةٍ
سِلاحُها في شَفا المَناقيرِ
وَخامِعٍ نَحوَهُ وَخامِعَةٍ
سِلاحُها في شَفا الأَظافيرِ
قَد جَعَلَت حَولَ شِلوِهِ عُرُساً
بِلا اِفتِقارٍ إِلى مَزاميرِ
وَلا مُغَنٍّ سِوى هَماهِمِها
إِذا تَمَطَّت لِوارِدِ العيرِ
يا كَبشُ ذُق إِذ كَسَرتَ مِسرَجَتي
لِمُديَةِ المَوتِ كَأسَ تَنحيرِ
بَغَيتَ ظُلماً وَالبَغيُ مَصرَعُ مَن
بَغى عَلى أَهلِهِ بِتَغييرِ
أُضحِيَّةٌ ما أَظُنُّ صاحِبَها
في قَسمِهِ لَحمَها بِمَأجورِ
عاصِم البُرجُمي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2012/03/01 12:07:13 صباحاً
التعديل: الخميس 2012/03/01 12:12:01 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com